الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٤ مساءً

ثورة قادمة في دول الخليج!!

راكان عبدالباسط الجبيحي
الأحد ، ١١ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
عند اندلاع ثورات الربيع العربي وقاموا برحيل الحكام الدكتاتوريين في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن انتجوا بيئة تغييرية ناضجة وأصبح الكل يهتف بالثورة والتغيير وبالعملية الدمقراطية ليس فقط بالدول المندلعة للتغيير بل في الوسط الخليجي أيضاً لكنهم لا يجدون طريقة توصلهم للتنديد والتظاهر بالتغيير وذلك لقوهم بأن الحكم في دول الخليج ملكي ولا يوجد استيلاء ونهب وفساد وبطالة وما الى ذلك وعلى العكس يوجد كل تلك الصفات لكن يتم تغطيتها واقفال بنودها بعميلة الدفع بالملايين لإجهاض ذلك وهذا بحد ذاته فساد.. ولقد شاهدنا ذلك عندما صورت دول الخليج نفسها تماماً واثبتت ضهورها علننا دون غموض او اخفاء في تدخلها السافر ودعمها المتعسف لإجهاض ثورات الربيع العربي وايضا في الاحداث الاخيرة الذي عصفت وحلقت في سماء مصر واثبتت للعالم اجمع مدى استراتيجيتها وما الخطر الذي تسعى اليها والتسابق بها..

لكن السؤال هنا لماذا لا تتم ثورة وعملية تتغير وتحول دمقراطي في دول الخليج؟ ليس بخروج مظاهرات شعبية والذي اتى الوقت لذلك وانما بتحول سريع من قبل الحكام الخليجيين في كل من السعودية والامارات والكويت على وجه الخصوص بنقل السلطة كما فعلت ذلك دولة قطر والذي قامت بتغيير ضلوعها وان كان قد تولى زمام السلطة من العائلة الحاكمة فهذا يترتب على وجود تغيير سياسي واستراتيجي شامل والذي قد يعطي وقتاً للشعب القطري بعدم الخروج للمظاهرات دام هناك تغيير حرص عليه الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني وانقذ دولة قطر من نهوض الشعب للشارع وجنبها المخاطر والصراعات..
وللعلم فان ما قامت به دولة قطر درس وتذكير لبقية دول الخليج لكنها ابت واصرت على عدم التغيير ولا ارى بان ستضل وتصبر شعوب الخليج اكثر مما مضى فهناك مناورات وترتيبات وخطط تُدرس وتُحلل منذُ فترة وحتى الان لتكرير سيناريو الثورة ولتكميل ملف الربيع العربي للخروج الى الشارع وبتجمعات شعبية وان كانت صغيرة لكنها مع الوقت سوف تزداد وباستمرار متواصل.

ان هناك جماعات وقوى في انحاء دول الخليج تستعد مرحلة بعد أخرى للقيام بالتظاهرات بمطالب وحقوق مشروعة لكن سرعان ما تعلم السلطة الحاكمة تقوم بإفساد ذلك وتقدم الملايين لقطع ذلك الصوت ولقد شاهدنا ذلك في مدن سعودية حينما خرجت بعض من الجهات في مناطق شرقية وتم اجهاضها.

فالربيع العربي قادم في دول الخليج لا محال له، وان كان هناك بعض من التراجع والتردد من قبل شعوب دول الخليج بسبب ما سوف يحدث لهم لكن هذا لا يمنع من وجود ثورة وقد ربما تدخل فيها جماعات وفئات على عراك وعداوة مع السلطة الحاكمة وتكون هي البادئ لهذه الثورة.

فمهما دارت الايام وتوالت الاحكام وتزايدت السلبيات الفاضحة علنناً او سراً وتراكمت التدخلات الفتاكة الغير قانونية سواء داخل الدولة او خارجها فلابد من الوقوع في قبضة الشعب الذي لا صوت يعلوا فوق صوت الشعب ولا ارادة تتصدر فوق ارادة الشعب الذي لا يعلم من اين اتيت وكيف حكمت وما الذي حكمته والى اين وصلت هذه البلاد وكيف جعلتها مستقبلاً هل في خطر او الستر والتغطية عن ذلك الخطر وما الفائدة الحسنة والعبارة الجميلة والكلمة الطيبة الذي اصدرتها واظهرتها للآخرين باسم هذه البلاد ايها الحاكم المستبد في دول الخليج هل ما قمت به من بيع للثروات والاستيلاء على حقوق الاخرين وبيعها لمن يقف خلفك من دول عظمى غربية ويهودية تريد تفتيت الاسلام والامة الاسلامية عن طريق خطكم المفتوح؟؟ ام دول الربيع العربي الذي اشعلت فيها النيران وذوقتها الويلات وحرمتها من تذوق حلاوة التغيير وجعلتها تدخل في تشاحن وتصارع بين بعضها البعض وادخلتها في نفق مظلم ومستنقع كارثي وانتجت منها ثمرة الظلم على الاخرين وزرعت فيها فتنة التآمر والفوضى.

اخيراً: لا بد لشمس الامل بان تشرق من جديد ولا بد للظلم بان ينكسر في دول الخليج.. ولا بد من شعوب الخليج الاستيقاظ من نومها ومعرفة ما يدور من حولها فهناك حكام يدخلون بلدكم في مستنقع الاضطرابات بسبب التدخلات البائسة وايضا هناك ثروات عديدة تستخرج سراً وتنهب وتباع للخارج وتذهب الاموال الى خزينة الاسرة الحاكمة والقيام بها بأعمال شخصية ودعم ينتج عنه الصراعات وتدق فيها وتيرة العنف وتُزرع بها الفتنة بين كل الفئات والشعب الخليجي هو الخسران لأنه الباقي في وطنه والثروات الذي تُنهب والاموال الذي تذهب هي مال الشعوب وليس ورثة الحكام الخليجيين. يا شعوب الخليج لا بد من ثورة غاضبة وتظاهرات شعبية تصغ اليها الاذان وتضرب بها الامثال ولا ارى بان الامر سوف يطول كثيراً فقد دقت ساعة الاستيقاظ وصفارة الانذار والشعب في اتم الاستعداد للخروج الى الساحات والمطالبة بالتغيير الشامل وهذا ما يريده الاغلبية من شعوب دول الخليج ولسوف يحدث ذلك الحلم وشرارة التغيير وفضَّ الاعتصام في ميادين وساحات الخليج عاجلاً ام اجلاً.؟!