الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٤ مساءً

مايو بنكهة الثورة ورائحة البارود

عبدالسلام راجح
الاربعاء ، ٢٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
الوحدة اليمنية مكسب كبير تحقق لشعب عظيم , لذا كان يوم 22 مايو حدثا هاما في تأريخ اليمن حين التقى الفرقاء وتوحد جسد الوطن المنهك جراء التجزئة التي شلت حركة التقدم ومسيرة التنمية الشاملة وبدأت تدب الحياة شئيا يسيرا في كيان الوطن برمته حين هتف الجميع بالوحدة ونبضتبها قلوب الملايين.

الجنوب والشمال قرأ الوحدة وجسدها سلوكا ومعنى , غير أن الصراع العلوي أفسد لذة القراءة وأفسد الحياة وقلب الطاولة التي دارت حولها جلسات الإتفاق,وبدأ كلا منهما يتربص بالشعب الذي ما فتئت جروحه القديمة على التعافي وبلوغ مرحلة الفطام"سنتين" لتكون النتيجة المأساوية ألف ساعة حرب.

الجميع يعرف تفاصيل الحياة التي عقبت حرب 94م وما أفرزته سياسة الهيمنة والإقصاء لعقدين من الزمن بقيادة العلوي صالح , الذي ظل ينسب إلى نفسه تحقيق الوحدة والقضاء على دعاة الإنفصال , ليقود حينها إنقلابا أخر على شركاءه السياسيون ويحطم الرقم القياسي في التنكر للأخرين بعد أن جعل منهم كروتا يستخدمها متى شاء.

أقصيت الحياة وانعدمت الشفافية وتلاشت دعوات المصالحة ومعالجة أثار الحرب حين برز الجشع في انتهاك الحياة والإستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة ومصادرة الحريات
في حين كانت الفرحة بالأنتصار تعم الشمال كانت المأساة تلقي بظلالها على اخواننا في الجنوب جراء الغرور الذي أصاب السلطة التي كانت تبيت السوء للجميع في معركتها الوهمية معهم.

انتفض الجنوب وقاد حراكا شعبيا يطالب بالحقوق ورحيل السلطة القمعية كمشروع نضالي سلمي أثبت فعاليته وتأثيره وقوته , قبل أن يتم تفريخه من قبل صالح والبيض وقيادات أخرى.

ثار الجميع ضد نظام صالح الذي سارع إلى الاستعانة بدول الجوار من خلال مبادرة خليجية حفظت له ماء الوجه وأبقته معارضا فاعلا يدمر كل ما تحققه حكومة الوفاق والرئيس هادي
الرئيس هادي جاء إلى السلطة في يوم ديموقراطي بهيج ,حيث خرجت الملايين الطامحة للتغيير , ولأن هادي كان قريبا من صالح فقد كان يدرك اللعبة ويعرف فك شفراتها , فكانت قراراته وطنية بإمتياز تنال رضى الجميع غير صالح وزمرته والبيض وطغمته.

حاول هادي الحفاظ على هذا اليوم التأريخي 22مايو , من خلال الإحتفالية السنوية في السبعيين التي كان يرغب في أن تسير في الإتجاه الصحيح , ولكنه لم يدرك أن اللعبة لم تنتهي وأن حروف العلة تتربص به مع كل خطوة يقوم بها , فكانت مجزرة بشعة أوقفت الاحتفالية راح ضحيتها العديد من جنود الوطن البواسل , عندها تراجع هادي خطوة للوراء بعد أن فهم الرسالة كاملة.

يحاول هادي الأحتفال بهذه المناسبة والنجاح في إقامة فعالياتها في صنعاء وعدن , بعد اسبوع واحد من خطاب صالح الناري الذي هدد فيه المشترك والحكومة, لتقوم عناصره بتحركات مشبوهة بالتنسيق مع الحوثيين حول العاصمة صنعاء , وفي نفس الوقت كان البيض ينادي انصاره لإسقاط عدن حيث تشهد عدن مسيرات مؤيدة لفك الإرتباط بعد حشدها من كل المحافظات الجنوبية والتي تتم بتنسيق بين قيادات المؤتمر و حراك البيض.

ان هناك أطرافا تسعى لإفشال الإحتفالية السنوية مستعينة بكل الوسائل الخسيسة ولن يكون أخرها دماء جنودنا الأحرار في منطقة السبعين العام الماضي , وهذا يحتم على وزارتي الدفاع والداخلية وجهازي الامن القومي والسياسي أن تكون على قدر المسؤلية في القيام بدور كبير في الحفاظ على الامن وافشال المؤمرات التي يبيتها أعداء الوطن ضد رجاله الاحرار
22 مايو ,,يوم اليمنيين جميعهم يوم ابتسم له كل اليمنيين فهل يستجيب القدر وتعود المياه لمجاريها بعد الثورة الشبابية السلمية ويحتفل فيه كل اليمنيين بدلا من أن يتحول إلى أربعينية مؤلمة كما يخطط لها العلويين"صالح والبيض".