الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٧ مساءً

نجاح ثورتنا,, قضاءٌ وقدر

عباس القاضي
الأحد ، ١١ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٠١ مساءً
الايمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الايمان,لهذا يتحتم علينا معرفة العلاقة بين القضاء والقدر , فبحسب فهمي وكما قرأت في كثير من المراجع ; ان القضاء حدَث والقدر هوهيئة هذا الحدث ,القضاء غاية والقدر هو الوسيلة القضاء حكم والقدر هو التنفيذ ,كأن يقضي الله على احدهم أن يموت يوما ما,هذا هوا القضاء ولكن كيف يموت ؟ هل يكون موته طبيعيا ,بحادث مروري ,قتلا ,غرقا ,حرقا , هذا هو القدر ,وقد يقضي الله أمراعلى آخر, ويقدر له الوسيلة لتحقيق هذا القضاء, ولان الانسان مختارا فقد ينتقل من حال إلى حال , من إيمان إلى كفر, أو من حق إلى باطل أو با لعكس ,,فتأتي مشيئة الله في قوله تعالى "يمحو ما يشاء الله ويثبت وعنده أم الكتاب",,والشواهد كثيرة على تدخل الطاعات في رسم ملامح القدر,كالدعاء,وصلة الأرحام.

ولكن ما علاقة هذا الموضوع با لثورة ونجاحها,,اقول :إن نجاح ثورتنا قضاء وقدر, وحتى لا يقال إني أتألًى على الله , هناك مقولات واشعار جرت على السنة الناس تربط بين القضاء والقدر وإرادة الشعوب فلم يستهجنها عاقل ولم ينكرها عالم ,,ما ورد في انشودة - أناالشعب -
"أنا الشعب قضاء الله في أضي" ومن شعر- ابي القاسم الشابي -
"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" بل بالعكس يستشهد بها كثير من الدعاة.

فالثورة قضاء الله :لان الله عدل يأبى بقاء هذا النظام الظالم وهو سبحانه حكم لايرضى ببقاء هذا النظام الفاسد.
هذا النظام افسد حياة جيل كامل,بدد ثرواتنا ,اضاع كرامتنا ,جعل من ارضنا منافي للجماعات الغير مرغوب فيها من دول الجوار لتنعم هذه الشعوب بالامن والاستقرار بعد أن اشبعوهم زادا وخدمات وترفيه
ليبقى لنا الخوف بجانب الجوع بالاضافة إلى القهر والموت من طائرات اجنبية مقابل حفنة من الدولارات يقبضها هذا النظام الظالم, خلال فترة حكمه التي امتدت اكثر من ثلاثة عقود, حروب في شمال الشمال ,تصفيات في جنوب الجنوب,حول الوطن إلى إقطاعيات يستفيد منها افراد مقابل الولاء,خدمات متردية وتعليمٌ اصبح تجهيلا بتفشي الغش ودواءُ اصبح داءًا بسبب التهريب ,تزداد رقعة الفقر يوما بعد يوم ويتآكل مداخيل الناس بسبب الغلاء,لم يكتف هذا النظام بإفساد حياتنا بل تجاوز إلى ضياع مستقبل أولادنا با لتوريث.

كل هذا لايرضي الله وبالتالي فإن قضاء الله مع الحق والعدل بإسقاط النظام.

والثورة قدر الله: لان القدر كما ذكرنا سابقا هو الوسيلة للقضاء,خرج هذا الشعب المظلوم للساحات والميادين,مجردين من السلاح, افترشوا الارض التحفوا السماء, توسدوا الارصفة, اعلنوها سلمية ,وجسدوها واقعا بتحملهم القتل والتنكيل والتضليل الاعلامي,,رافعين اكفهم الى السماء يرجون النصر من عنده ,لا يلوون على شيئ من حطام الدنيا ,يريدون كرامة لا يمدون ايديهم لأحد تحت ضغط الحاجة,,يريدون عِزًة إذا ما سافرأحدهم إلى أي بلد يرفع رأسه ويقول :انا يمني,,أن لا يعمل في اعمال مهينة لدى شعوب نحن ارقى منهم حضارة وتأريخا.

فهل يخذلنا الله وهذا تطلعنا, وقد اريناه صبرا ينوء بحمله الجبال ؟حاشى وكلا ,إن قدرالله سوف يلي قضاءه لإسقاط هذا النظام لامحالة.
لهذا أقول للثوار في الساحات والميادين: إن إنتصارثورتنا قضاءٌ وقدر,وإن تأخرت فرحتنا بالنصر فإننا لن نحرم أجر الصبر وهذا تمحيص من الله " يمحص الله الين آمنوا" فالنصر آت آت .

وأقول للفئة الصامتة : إن من حكمة الله في خلق الانسان الابتلاء والاختبار "ليبلوكم أيكم أحسن عملا" فأحسنوا عملكم بالإنضمام الى الثورة فا لبون شاسع بين ظالم ومظلوم,ولإنتصار للحق ونصرة المظلوم هو من أرقى الإحسان في العمل.
وأقول لمن هم مازالوا مع بقاء النظام : إن انتصار ثورتنا قضاءٌ وقدر فلا تؤخروا النصر بوقوفكم مع بقايا النظام,,وتسفكوا مزيدا من الدماءوترهقوا الوطن ,,واعلموا أن الله يمحق الكافرين,,فالكفرانواع :كفربالله وكفر بنعم الله وكفر بالحق, فابحثوا عن انفسكم بين هؤلاء,,وإن أردتم الخيرلانفسكم ولأوطانكم فانضموا للثورة لانجاز ماتبقى من وعد الله وقضائه وقدره.