الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٤ مساءً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 18 )

عباس القاضي
الخميس ، ١٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
حياك الله يا أستاذ .... رد عليه : سمير ،،،، وأنا حلمي ،،، جلسا لاحظ الأستاذ سمير أن هناك فرشا إضافيا ،،، فبادره الأستاذ سمير : أين زميلك؟ في صنعاء ، سافر يوم أمس ، وأنا سألحقه غدا ،،، والمدرسة والتدريس تساءل الأستاذ سمير ،،،، قال له : ارتح قليلا ريثما أجهز الشاي ، ونتناول العشاء ، بعدها ستعرف الحكاية .

سأصلي المغرب والعشاء ، قال له الأستاذ سمير ، وهو يحف من أكمامه ،،، أعطاه ماء ، وخرج ليتوضأ خارجا في الهواء الطلق ، عاد إلى الغرفة ،،، أين القبلة ؟ يا أستاذ ،،، رد عليه هاتيك السجادة موجهة نحو القبلة ، صلى ،،، ثم تمدد على فراش حالته لا بأس به مقارنة بفرش السكن الذي مر عليه صباحا .

الأستاذ حلمي يجهز الشاي ويُحْضِرُ طبقا فيه خبز وعليه قطعة من القماش ليحفظ له ندواته . تعشى يا زميلي " الجود من الموجود " عبارة استهل به الأستاذ حلمي ، حديثه ،،، رد عليه الأستاذ سمير سأعطيك بما ادخرته لقادم الأيام فطاير،،، من صنع البيت .

قل لي لما ذا أنت وحيد ؟ ،،، هل بقية المدرسين من أبناء المنطقة ؟،،، الأستاذ سمير مستفسرا ،،، قال له : في هذه المنطقة لا يوجد طلاب فضلا عن المدرسين ،،، كيف لم أفهم رد عليه الأستاذ سمير؟ ،،، قال له الأستاذ حلمي : الطلاب كلهم سبعة ،،، زميلي لديه أربعة ،،،اتفق مع أولياء أمورهم أن يأخذهم معه إلى صنعاء يتكفل بتدريسهم ومعيشتهم ،،، يعيدهم آخر العام يختبرهم ويحرر لهم النتائج والشهادات ،،، وأنا عندي ثلاثة طلاب سأفعل كما فعل زميلي ،،، سيأتون غدا ومعهم ملابسهم ودفاترهم ، وسأذهب بهم إلى صنعاء يسكنون معي بالغرفة ،،، بيني وبينك هناك مدرسة بقرب السكن والمدير صاحبي ،،، سأدخلهم مستمعين والمذاكرة عليَّ ،،، درسنا هذا الخيار بأن نتحمل معيشتهم أفضل من هذا المنفى ،،، فلسنا بفلاسفة حتى نعتبره اختياريا ،،، ولا بمجرمين حتى نعتبره إجباريا .

اللقمة تعلقت في حلق الأستاذ سمير ،،، مرارة وغصة ،،، وهو يتجه في العمق .

من أين أنت يا أستاذ حلمي ،،، قال له : من تعز ، وبالتحديد من قّدَسْ .