الرئيسية / كتابات وآراء / رسالة من باب العزيزية إلى قصر السبعين

رسالة من باب العزيزية إلى قصر السبعين

وافي المضري
الثلاثاء , 30 أغسطس 2011 الساعة 04:01 مساء
سلاماً على من اتعظ واعتبر وتعلم من التجارب السابقة واخذ الدروس ورمى الكبر وتقبل النصيحة واني لك من الناصحين ...
عزيزي باب السبعين أو كما يسميك أبناء اليمن قصر السبعين لا يخفى عليك قوة أسواري وصلابة عمداني وسعة أنفاقي ودقت أجهزتي وتجهيزاتي فقد انفق عليا ألقذافي المليارات من الدولارات وجعلني من اكبر وأقوى التحصينات فمن اقترب مني قتل ومن نظر إلي ارتعب ومن سمع عني أنذهل وأنت لست كذلك بالتأكيد ...

عزيزي قصر السبعين أنا اعلم بأن أبناء الحكمة والإيمان في شوق لملاقات قصورك وملامسة أسوارك والمرور في أنفاقك والنوم على أعشابك كما فعل أحفاد عمر المختار .فكن لهم مطيع وديع واجعلهم يدخلونك من جميع أبوابك فلا عاصم لك منهم ولن يجدي معهم كل تخطيط ...
أيها القصر السبعيني كعمر زعيمك أنت تعلم ومن يقطنوك بأن أموالي كانت طائلة ومجوهراتي كانت بالأطنان ودولاراتي كانت مكدسة وأنصاري كانوا يتجمعون في الساحات المجاورة ولكن كل ذلك لم يجدي نفعاً مع أحفاد المختار وهوا كذلك مع ابناء الانصار ...

صديقي وزميلي في القمع والدكتاتورية ونهب الثروات وقتل الناس لقد احتضنت بين أسواري كل مجرم وكل عميل وكل بايع أرضه وشعبه فهل يا ترى حاقت بناء تلك الذنوب المكدسة كالجبال وقررت الشعوب غسلنا منها نعم هذه هي الحقيقه التي لابد أن تصلك قبل فوات الاون فمجرميك اشد ممن كنت احتضنهم ...

عزيزي لن اكذب عليك كما يفعل زعيمك وسأقول لك ماذا أحس الآن بعد غسلي من تلك الذنوب التي كانت بداخلي أنا الآن استنشق هواء الحرية واحضن أبنائي بين أسواري يسرحون ويمرحون كما يشائون بكل حرية ووطنية لم يحسوا بها من قبل ولا أنا فما أجمل هذا الإحساس الذي اعلم انك على لقاء محتوم معه في القريب العاجل .

وبعد كل هذا النصح والتوضيح أريد أن أذكرك مره أخرى ليس أحفاد الأنصار اقل شأن من أحفاد المختار فهم قوم أولي بأس شديد ومستعدين لتقديم كل التضحية من اجل وصولهم إليك فلا يخدعك حشودك وأسلحتك ولا أنصارك وأبنائك وإذا لم تسمع النصيحة فيومك قادم كيوم قصر تونس وقصر العابدين والعروبة وما قصر باب العزيزية عنك ببعيد ومنك إلى القائمين على كتايبك الأمنية أنظروا إلى سيف كيف أصبح طريد ووالده شريد وأصبحوا أبناء المختار يطاردونهم في كل زنقه وكل دار
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ... باب العزيزية