السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٣ صباحاً

الأسلحة وصلت ...

عبدالسلام راجح
الاثنين ، ٠٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
لن أكتفي هنا بنماذج تتكرر فيها النسخة الواحدة بل ستكون بعدد السفن البحرية المحملة بأسلحة جاء موسم شرها وهطول رصاصاتها وعياراتها على السواحل اليمنية على طولها وعرضها فلا تكاد تخلو الخطوط العريضة لوسائل الإعلام من أخبار تحكي قصصا بطولية في القبض على بعض من هذه السفن التي تعتبر قليل من كثير دائم.

الكثير يدرك حجم المشكلة ,لكن لا يوجد أي حل أو بادرة تكفينا شر تجارة الأسلحة ,التي تنسف كل المكاسب الثورية, فكل شي في بلدنا مسموح, ومن أبرزها تجارة الأسلحة عن طريق الممرات الآمنة وغير الآمنة . ولك أن تدخل متى شئت وتخرج أمنا على طول ساحل يمتد بطول الانفلات الأمني
هناك من يريد أن يقتلنا في بلدنا وهم كثر, والقليل النادر تصل سفنهم محملة بمواد غذائية شحيحة لاتكاد تكفي المواطن في ظل مواجهته الواسعة أمام شبح جشع التجار ونار ارتفاع الأسعار ,أما سفن الأسلحة فحدث ولا حرج ,فدولة فارس ترى أن أفضل منطقة لتجريب أسلحتها هي اليمن, ومن منطقها المتعجرف تسوق نياق موتها إلى صعدة التي تعتبر ثاني أكبر مخزون للأسلحة في الشرق الأوسط بعد جنوب لبنان التي يسيطر عليها حزب الله.

وقد صدق ضني بعد سنتين من الثورة في الساحات والميادين ,أن ما تم إدخاله في اليمن يكفي لإشعال حرب مدمرة لمدة عقد من الزمن ومع أكثر من طرف ,حيث تسعى عدة جهات لامتلاك أسلحة كثيرة, لحسم الموقف على الساحة لها في انشغال الساسة بمؤتمر حوار لم يكتب له النجاح إلى الآن ولو بجلسة واحدة
إن كل سفينة محملة بأرواح شيطانية ورؤوس فارسية تهدف بالدرجة الأولى إلى تصدير الموت الأسود إلى اليمن والمنطقة جميعا,حقد دفين يفرز سموما قاتله لإثارة البلبلة وتعكير الأجواء على فرقاء العملية السياسية في اليمن,من خلال تربية أرباب الصرخات التي تعوي كل مساء بالهيمنة الفارسية القادمة عبر شبكات تجسس لم تفصح عنها الأيام بعد
مع العلم أن هناك أقلام مأجورة هي بحد ذاتها أسلحة مهربة تهتف للثورة البيضاء المزعومة وتكره إلصاق تهريب الأسلحة بدولة فارس,لأنها في الأساس متعايشة بالتكافل في ظل الأموال المشبوهة التي تمول أنشطتها وتجعل من مؤامرتها قضية وطنية في ظل إعلام يسلط الأضواء عليهم ليغسلهم من سيئات الأمس ليجعل منهم رواد الثورة ودعاة سلام.

تجار الأسلحة هم تجار دماء يجب أن تتخذ الحكومة فيهم قرارات تنهي مأساة شعب يعج بالأسلحة وتكاد شرارة صغيرة أن تحرق بلدا بأكمله في لحظات,على القيادة السياسية إلى جانب تكريم أبطال القوات المسلحة والعيون الساهرة التي تتمكن من القبض على هذه الأسلحة ,يجب أن يكون معها قرارات صارمة بحق تجار الموت ومحاسبة كل المضطلعين بهذه التجارة, لا أن يتم محاسبة أسماء وهمية تختفي ورائها حقائق هي الأخرى محل ألغاز لم يتطرق أي شخص لفك عقدتها وتفريغ محتوياتها على وسائل الإعلام.

أما عن الألغام في محافظة حجة لها حكاية مأساة لازالت تتنظر عيون الصحافة وتقارير رجال الإعلام ودور المنظمات المحلية والعالمية والمسؤولية الملقاة على الحكومة في تعريف العالم بالموت الأسود الذي يخيم على مناطق الصراع بين الحوثي ورجال القبائل, حيث يعتمد الحوثيين على زرع الألغام لتتمكن من اقتناص أرواح البشر أو تفتيت أقدامهم.وسؤالنا الذي نطرحه دائما هل هناك فرق بين الحوثي والقاعده؟ ...ليعلم الجميع أن صعدة مخزون أسلحة تم تهريبها من ألوية الحرس الجمهوري إلى جانب التهريب المستمر للأسلحة عبر السواحل اليمنية من دولة فارس ولبنان.

كذلك هو الحال مع القاعدة التي تتلقى دعما محليا وخارجيا تجعلنا أمام الحقيقة التي تقول بملء الوطن أن صفقات الأسلحة وبيعها لازالت مستمرة مع أفراد التنظيم وهذا مايثبت استمرارها وشدة ضراوتها في المعارك الأخيرة
إن تجار الموت هم عنوان المأساة الفعلية في الوطن الذي يمر بمنعطفات كثيرة تكون ملتوية في أكثر الأوقات ويعود السبب الرئيسي إلى أولئك الذين جعلوا من الوطن سوقا لمختلف الأسلحة الآتية من عدة دول.

ولذا فإننا إلى جانب الفصلين المسلحين الحوثي والقاعدة ,على موعد مع قطار أخر محملا بفصائل مسلحة أخرى تتقن فن التخريب والتدمير أمام مسلسل تهريب الأسلحة,,,وسنظل نقول مع كل عودة للقاعدة أو غيرها وتحركها من جديد...الأسلحة وصلت.