الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠١ مساءً

حورايي الرئيس هادي والاقليات المجهولة

حميد منصور القطواني
الخميس ، ٣١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
اولاً اريد التعريج على الرسائل التي ارسلت الى إيميلي و التي تنتقدني على اثارة موضوع الاقليات الغير معروفة اصلاً (من وجهة نظرهم) في هذه المرحلة الحساسة وكذلك متسألين عن حقيقة وجودهم وعن المصلحة من اثارت قضيتهم ..

كذلك اريد التعريج على رسائل التهديد و الوعيد التي ارسلت الى إيميلي وتلك الاتصالات الى هاتفي والتي نعتوني فيها بأبشع اللعنات التكفيرية والتي تعهد فيها بالتقرب الى الله بترحيلي الى الاخرة ..بارك الله فيهم كلفوا نفوسهم مؤنة الزاد والراحلة ،وهنا اوجه كامل الاحترام والمحبة لكل من انتقدني بدون تجريح مع ابتسامه عريضة وطويلة لمن اتعب نفسه في تهديدي .

ولن انسى تقديم الشكر لكل من ساند وشجع وبارك تلك المواقف المناصرة لحقوق الاقليات الصادرة مني او من كل شريف ..
ثانيا وبالعودة الى الموضوع الرئيسي الخاص بتعاطي الرئيس هادي مع ملف الاقليات وحق مشاركتهم في الحوار و التي اختزالها الاعلام وبعض القوى السياسية في الطائفة اليهودية اليمنية .

وفي هذا الصدد اتصلي بي احد ممثلي الطائفة البهائية في اليمن واخبرني برغبتهم في المشاركة في الحوار من خلال حصة الرئيس هادي وانه قد قدم طلباً رسميا بذلك قبل ايام الى الجهات المعنية باسم الطائفة البهائية في اليمن ويستغرب عدم موجود مؤشرات حتى الان تظهر مدى الجدية من الرئيس هادي في اشراكهم كأقلية مهمشة ومقصية ومغيبة عن ما يضمن حق وجودهم وعيشهم بسلام رغم المواقف الداعية الى اشراك كافة الاقليات في الحوار ..

ربما تكون ملفات المرحلة قد اخذت كامل وقت الرئيس هادي بحيث لم يستطيع ان يعطى ملف الاقليات حقه من الاهتمام وفي نفس الوقت هذا لا يعفيه من واجب النظر في ملف الاقليات والتعاطي معه بروح مسئولة تتناسب مع قضايا الوطن وهمومه وذلك بتكليف احد حوارييه بالاهتمام بملف الاقليات و البت فيه ..

ولا اعتقد ان الرئيس هادي انه قد غاب عنه هذا الاسلوب الاداري المدني المتحضر و قد يقول " س" من الناس ان الرئيس هادي رجل عسكري ولهذا غابت عنه الاساليب المدنية في ادارة البلاد..وفعلاً قد يكون كلام "س" صحيحاً وهنا نحب ان نذكر الرئيس هادي وحوارييه ان الشعب ثار من اجل اسقاط الحكم بالعقلية العسكرية و اقامة حكم بعقلية مدنية متحضرة ..

وفي السياق نفسه اخاطب الاخوة ممثلين الاقليات اليمنية التي غيبت لعقود من الزمن سواء الاخوة اتباع الدين البهائي وطوائف الاقليات الاخرى امثال الاخوة الاسماعيليين و البهرة و الأحمديين وغيرهم الى عدم التردد في المطالبة بحقوقهم المشروعة وعدم الاكتفاء بتقديم الطلبات بالمشاركة في الحوار فقط بل لا بد من بذل المزيد من الجهود في طرح قضيتهم امام الرأي العام من خلال عمل الندوات والمؤتمرات الصحفية وكذلك طرح قضيتهم امام القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية المتخصصة في الدفاع عن حقوق وحريات الاقليات وكذلك امام المجتمع الدولي عبر سفارات الدول الراعية للحوار خاصة وللمبادرة عامه وذلك للضغط على الرئيس هادي والجهات المعنية بالإعداد للحوار القادم للتعاطي مع ملف الاقليات بما يتناسب مع حق تمثيلهم في الحوار والنظر الى مطالبهم المشروعة وفق استحقاقها .

و ايضا يدرك جميع المطلعين على ملف الاقليات صعوبة المطالبة بحقوقهم والذي يقتضي اظهار هويتهم للعلن وهذا يثير كثير من المخاوف لدى ممثلين الاقليات من تعرضهم للقمع و الاذى والتنكيل من قبل بعض القوى المتعفنة في تعصبها ..

وهنا نقول لممثلي تلك الاقليات عليكم ان تعوا انكم امام محطة تاريخية لن تتكرر على الاقل لعقود من الزمن وهذه المحطة هي الفرصة المناسبة لانتزاع حقوقكم كجيل وحقوق الاجيال القادمة للعيش بحرية مصانة و سلام مكفول .

فانتم أي اصحاب القرار في تلك الاقليات امام مسؤولية تاريخية وعقائدية لا تقل عن مسؤولية الجهات المعنية في الدولة و عليكم ايضا ان تدركوا ان التاريخ محكمة لن يُعفى فيها أحداً من المحاسبة وخصوصا من فرطوا في هذه الفرصة التاريخية ولم يستثمرها لصالح الاجيال القادمة التي سيستمر عليهم مسلسل الظلم والاضطهاد بالتهميش و الاقصاء و الاخفاء القسري لهويتهم في حال التقصير .

كما اؤكد لتلك الاقليات ومن يمثلهم في هذه المرحلة الحساسة انه سيناصركم الكثير من الشرفاء في قضيتكم وسيقف الكثيرون الى صفكم في المطالبة بحقوقكم وعلى راس اولئك المناصرين شباب الثورة بمختلف توجهاتهم وكثير من القوى الوطنية والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني المحلية و الاجنبية وكذلك المجتمع الدولي ..

وقد وجدت تلك المواقف المتضامنة مع حق مشاركة الاقليات في الحوار القادم وذلك عندما زرت انا وممثل اتباع الدين البهائي في اليمن لعدة شخصيات وطنية ومنهم القيادي في الثورة الشبابية و القيادي في حزب البعث العربي الاستاذ /نايف القانص والذي يترأس حاليا للمجلس الاعلى التنفيذي للقاء المشترك والذي عبر عن موقفه المتضامن والمؤيد لحقوق الاقليات وخاصة تمثيلهم في الحوار تمثيلا يتناسب مع حقوقهم كما اكد ان هذا الموقف يشاركه العديد من القياديين الشرفاء في اللقاء المشترك ..

فيا ممثلين تلك الاقليات اليمنية اقرءوا ابجديات الماضي وفرص الحاضر لتصنعوا مستقبل امن ومشرق لأجيالكم في ظل اليمن الجديد ..