الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً

البطنين...و مصير الثورتين اليمنية والسورية

عبدالسلام راجح
الخميس ، ٣١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
قامت ثورة 26 سبتمبر المجيدة في اليمن لإنقاذ شعب كادت أن تفتك به سلطة الحكم الكهنوتي وتحيله شبه أطلال تخيم عليه طلاسم الأئمة وتستحوذ على ما تبقى للشعب من خيرات لتصبح خاصة لسادات القوم وأصحاب البطون المنتفخة ذات القطب الأحادي المنحدرة من شجرة خبيثة لا علاقة لها بالرسول بل علاقة مع الحاكم الفارسي أو من نسل أبو لهب الهاشمي فهما تخرجا من بطن واحدة.

وجاءت ثورة 11 فباير الشبابية لتجدد روح الثورة السبتمبرية وتحيي فيها صور البطولة وروعة التضحية بعد أن كادت تكون مجرد شماعة يعلق عليها العفاشنة توريث حكمهم البغيض الذي ينطلق من سلالة واحدة وتصب في بحر متلاطمة أمواجه ,تعصف بها رياح الشتاء وتغرقها أمطار المصيف والخريف.

لكن الذاكرة لاتنسى أن حكم الأئمة كان أسوأ حكم عرفته اليمن على مدى التأريخ,ويظهر مدى حقد هذا الفئة التي جعلت من نفسها الحاكم الذي لايقهر ولايمكن أن تتناز عن حكم هو في الأصل حق لهم بالنص والتدليس والتجهيل,وبعد أن كادت تتوارى نيارانها وتأفل أحقادها, تحاول الضهور من جديد, لأنها الذات المتعالية التي تكره أن تكون كبقية الخلق, فهي سيادية ونازية ورأسمالية لا تقبل إلا الحكم والتوجيه وشفط خيرات البلاد وتذليل العباد ,ولذا قامت فلولوها بإدخال اليمن في صراع دام لأكثر من ست سنوات إبان الثورة السبتمبرية, أكلت فيها الأخضر واليابس ودمرت اليمن الفقير لولا مشيئة الله ولطفه فهو العادل الرحيم الذي لم يجمع عليهم حقد الأئمة ونار الحرب,وتحاول الان جاهدة اعودة الى الماضي البغيض بنشر الفوضى والزج باليمن في أتون صراع تكون هي الوحيدة المستفيدة.

ونفس الحكاية في سوريا فعائلة البطنيين تصدر الموت بالمئات عبر الطائرات والدبابات والصواريخ منها المحرمة دوليا,كل ذلك لإشباع رغبتها في تولي الحكم والإنتقام من خصومها بأي وسيلة كانت ,حتى يرتدع كل من تسول له نفسه التفكير في الحكم الذي هو من صميم مملكة الأسد ذات البطن المنتفخ بميكروبات الحقد وفيروسات الإنتقام,فهي لاترضى بالحلول لأن الكرسي بعثه الله وأرسله خصيصا لعائلة الأسد وجمعته لها حمالة الحطب بمساعدة أبو لهب ومساندة فارس اللات وكسروان الشيطان.

ان الشيعة إذا حكمت أوغلت في الظلم وسددت سهامها نحو الشعب ورفضت تسليم الحكم لغيرها إلا بعد أن يسيل الدم الى الركب أي بعد أن تصل إلى حد الثمالة من السكر والعربدة ومص دماء البشرية بعد أكل خيراتها,وتتشابه بدايات شرنقتها وحتى في أطوارها المبكرة تثير الشقاق بين البشر معتمدة على وسائل النفاق القديم والحديث.

لا منقذ للثورة اليمن إلا بتخليصها من بقايا الحكم الكهنوتي الإمامي والحذر من مكرها وشيطنتها وغرورها فهي الان تحاول جاهدة الوصول الى الحكم على أشلاء اليمنيين في حجة والجوف وصعدة وغيرها لأنها تتقن فن التسلق على جثث المسلمين,فدروس أياتها تحتم عليها أن تجعل من قتلى المسلمين سلما تصعد به نحو مملكتها المنتظرة داخل سرادبها الغامض الذي لا توقضه حر الشمس بل سيل من دماء البشرية.

وفي سوريا قد تطول الحرب لأن الحقد الفارسي العلوي لايملك غير سكين ومقصلة ودم بارد, فهو محارب منذ القدم يعرف أن لغة الحوار هي لغة المهزوم ,لذا يجب أن يتظاهر دائما بأنه المنتصر حتى لايفقد بعضا من معنويات جنوده التي تفتك بالبشرية وتسلخ سوريا من عالمها الجميل لتدخلها عنوة في غياهب الجب علّ العالم يتحرك ولو بشق طلعة جوية تكون بداية عهد جديد تخرج فيه سوريا من نار الحرب الى سدة الحكم القائم على الحرية والعدالة والديموقراطية.

هذه إجابة على سؤال إبن اخي الصغير الذي سألني متى تنتهي الحرب في سوريا؟ بعد أن أقض مضجعه صراخ الأطفال وأشلاءها المتناثرة في كل بقعة على أرض سوريا الجريحة"ألا إن نصرالله قريب"