الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٢ صباحاً

لعب على المتناقضات

عباس القاضي
السبت ، ٢٧ أغسطس ٢٠١١ الساعة ١٠:٣٧ مساءً
ظل هذا النظام المتهالك وطوال فترة حكمه يتعامل مع القضايا بأسلوب غريب,عجيب سواء مع معاونيه واركان نظامه,,او مع مؤيديه او مع معارضيه,,,,وعندما نقول النظام نعني به رأس النظام-علي صالح- لانه هو كل النظام,,,,,
فلنبدأ مع معاونيه :أختار النظام -او انه القدر-اشخاصا هم بعدد اصابع اليد الواحدة او يزيدون قليلا,,وهم الذين يتصدرون الفضائيات,ويسودون الصحف مدافعين ومنافحين عنه,,هؤلاء الاشخاص كانوا في الأصل فقراءوخاملي الذكر,,عندما وجدوا أنفسهم اصحاب حضوة ومكانة فقدوا صوابهم,,وكلما انتفخت جيوبهم بالمال وهي بالطبع من أموال الشعب- انتفخت اوداجهم بالدفاع المستميت عن هذا النظام,,بل إنهم لم يدعوا صفة من صفات الكمال والجمال إلا ونسبوه إلى فخامة الاخ الرئيس ,,وعندما يأتيهم الكابوس المفزع وهم نائمون على سرر من حرير ونمارق من ريش - بأنهم عادوا إلى حياتهم البائسة-يصرخون بصوت عال .هذه الصرخات تسد اذانهم عن سماع أي صوت سوى صوت صاحب الفخامة ولو كان هذا الصوت له سند من كتاب اوسنة اومنطق او مصلحة وطن او حتى كرامتهم,,,
وندلل على ذلك,,عندما يطلع رأس النظام ليلقي خطابا فيقول : إن الحوار مع شمال الشمال نكوص عن الثورة والجمهورية والحوار مع جنوب الجنوب تفريط بالوحدة_تقوم افتتاحيات الصحف الرسمية برسم البوصلة الاعلامية,,ومن ثم تقوم هذه الاقلام في تجسيد ,,كيف أن الحوار مع هؤلاء خيانة للقيم والمبادئ وان هؤلاء المارقين لا يمكن التفاهم معهم ويشحذون الهمم في استحضار المصطلحات والعبارات التي تؤيد هذا الموقف,,,ولأن النظام لا يملك رؤية استراتيجية طويلة المدى ..يطلع راس النظام بعد أيام يدعو جميع الاطراف الى الحوار,ولا يستثني احدا_وبنفس الطريقة تقوم هذه الاقلام ببيان فضيلة الحوار,,بل انه لابد ان يترسخ هذا المبدأعلى مستوى المجتمع وحتى على مستوى الاسرة,,وكيف ان الحوار موجود منذو بدأ الخليقة حينما حاور الله سبحانه وتعالى _ابليس اللعين,,,,وماكان بالامس شر محض اصبح اليوم فضيلة,,,إقتفاؤهم لهوى رأس النظام,وبهذه التناقضات لاتكسبهم احتراما ولا تقديرا ولا تحفظ لهم كرامة,,وقد اراد لهم النظام ذلك

اما التعامل مع مؤديه فتعالوا نستعرض خطاباته مع القبائل التي كان يحشدها مع البدايات الاولى للثورة,,,يخاطب الاولى يقول لهم : انتم من ضحيتم بدمائكم الزكية في معركة كذا,,,ويخاطب القبيلة الثانية ويصفهم بأنهم ابطال صناديد,,كان لهم الفضل في حسم معركة كذا,,,,ويخاطب الاخرى,,ويذكرهم بمواقفهم الشجاعة التي انتصرت للقيادة,,وتعميد الشرعية بدمائهم
كم كنت اتمنى ان يقول للقبيلة الاولى: انتم وبوعيكم وبالتعاون مع الاجهزة المختصة استطعتم ان تقضوا على الثارات وقمتم بترسيخ الامن والسكينة العامة,,,,,
وكنت اتمنى ان يقول للثانية : لقد استطعتم وبإصراركم ان تقضوا على الامية,,,,,
وكنت اتمنى ان يخاطب الثالثة والرابعة و,,,,,,بانهم اصبحوا روافد تنميه ,,,رواد في بناء المجتمع,,,,قضيتم على المبالغة في المهور,,,هذه عينة والقائمة تطول
اما التعامل مع المعارضة,,,فمن اغرب الغرائب ان يطلب من المعارضة السياسية التي هي جزء من المجتمع المدني ان يقوموا بمحاربة خصومه أي ان يساعدوه في تجسيد الظلم وهم لايمتلكون اسلحة وما ينبغي لهم ذلك
اما دعوته المعارضة للحوار تاتي عادة بعد كيل الشتائم و السباب بدءا بقتل الانفس وقطع الطرقات ومرورابإثارة الحقد والكراهية,,وانتهاءابالعمالة والارتهان للخارج,,,,وقبل ان ينهي خطابه يدعوهم للحوار,,,,
هذه الحالات,,الاتستحق الدراسةوالبحث في كليات الاعلام لتشخيصها وتوصيفها وبما يعزز موقف الشعب اليمني بأنه لم يخرج بطرا,,,وأن ثورته ليست ترفا,,,وان هناك ما يستحق ان تبذل من اجلها الدماء الزكية,,,,وإن صبرنا لتحقيق اهداف ثورتنا,,,,, لاتساوي شيئا من صبرنا على هذا النظام