الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٢ صباحاً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 10 )

عباس القاضي
الأحد ، ٢٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لم يقفا طويلا أخذه الأستاذ سليم من يده إلى السكن ،،، وهو عبارة عن غرفة صغيرة ، ملحقة بالمدرسة ،،، قال له سليم : ارتاح ، لأكمل واجبي ، ثم أعود إليك .

عينا سمير تجول في الغرفة العارية جدرانها من اللياسة والدهان إلا من سواد دخان ،،، المليء بالثياب المعلقة والملقية بجوانب الغرفة ، وفي أحد الأركان يوجد موقد " دافور " يعمل بالكيروسين ، والفرش رثة بعضها مطوية وآخر ممدودة ، أما المخدات لا يعرف لونها من شدة اتساخها ،، كذلك يوجد كتب ممزقة ودفاتر قد استهلكت أوراقها ،، وحقائب بلاستيكية وأخرى حديدية .

خلع معطفه ، علقه على عصا مغروسة في الجدار ، ثم تمدد .
نظر إلى سقف الغرفة ، وجد فيه غابة من نسيج العنكبوت وثقوب في الخشب تدل على وجود ممالك من النمل ودودة الأرض ، بعضها قد بنت خطوطا بارزة وأخرى غائرة ،،، أقفل فمه حتى لا يسقط فيه من الآفات ووضع شاله على عينيه ليغمضها على استعراض ما مضى وما هو آت ،،، أطبق جفنيه بنوم لم يدم طويلا ، ليستيقظ على دخول الأستاذ سليم وزميليه في الفسحة.

سلموا عليه ،، قام معتذرا عن استخدام فرش أحدهم دونما استئذان ، صاح به الأستاذ سليم : يا راجل الحق ، حقك ،، والمال مالك ،،، يا صاحب البلاد .

تعرف على الأستاذ جمال والأستاذ جميل ،،، وضعوا العصي التي كانت بأيديهم ،، وجلسوا بجانبه ، بينما الأستاذ سليم ، يجهز الموقد ويصب الماء ويفتح العلب التي فيها السكر والشاي ، اليوم الدور على الأستاذ سليم ،، " يسبك " الشاي ،، قالها جمال ، وهو يحك كفيه استعدادا لهذه المأدبة الشهية في المكان المقفر ،،، وأردف خليل : زوِّد الماء ، اليوم ، سوف أشرب ، ثلاث كاسات ، ولا تنس الضيف ، اليوم سيكون الشاي من هنا "وضرب سبابته على أنفه "،،، والأستاذ سليم يسمع ، وهو بجانب الموقد ، يوزن السكر والشاي خاصة مع تغيير الكميات عن كل يوم ،،، وهو يشعر باعتزاز بهذا التميُّز .