الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٤ صباحاً

من أين يبدأ هادي؟

عبدالسلام راجح
الجمعة ، ١٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٣٠ مساءً
في ظل الأخبار الواردة في العديد من الصحف المحلية والعالمية التي تحكي عودة سياسة الأقارب والأولاد إلى سدة الحكم وتفردها مرة أخرى واستحواذها على اهم المؤسسات المدنية والعسكرية,ليظل الباب مفتوحا أمام العديد من الإستفسارات التى هي الأخيرة أصبحت لدى البعض شكوكا حول عودة الحكم إلى ماكان عليه بل اكثر من السابق,وهذا ما تمثل في تلك القرارات والتعيينات التي افزعت الكثيرين وازعجتهم خاصة على خلفية ما قامت به بعض وسائل اعلام الشعب في اصدار التهم والتخوين لصحيفة القدس ومراسلها خالد الحمادي الذي تحدث عن ممارسة ابنا هادي سلطات سيادية إلى جانب بعضا من أفراد قبيلته.

على نفس الصعيدد اوضحت وسائل اعلامية مقربة من الرئيس هادي ان القرارات والتعيينات تتجه نحو تغليب الجوانب المهنية والكفاءة العلمية والوطنية على القبيلة والمناطقية ,داعيا وسائل الاعلام الى توخي الدقة والعمل من أجل دفع عجلة التغيير الى الأمام خصوصا واننا قادمون على مؤتمر حوار يجمع كل أطياف الوطن, واوضحت بعض المصادر ان القرارات جاءت لاحداث توازن القوى على الساحة بما يضمن نجاح مؤتمر الحوار.

لقد بدأ هادي فعلا وانطلق من قاعدة شعبية واسعة اعطته كافة الصلاحيات ليمارس سياسته التي مازالت محل تفاؤل الكثير,والتي مازالت تترقب قرارات تنبع من صميم الوطنية التي عرف بها هادي طيلة عمله السياسي في الفترة السابقة
بدأ هادي بإزاحة صالح من المشهد السياسي ثم عمل على قص جناحي صالح وذلك بالإطاحة بأخية من القيادة الجوية ولم تقف عند هذا الحد بل عملت قراراته بملاحقة عائلة صالح وتنضيف المشهد السياسي من أقاربه الذين يتقلدون مناصب ذات أهمية كبيرة في الجيش والإستخبارات.

هادي الذي وصف بهدوه المعتاد قبل اصدار اي قرار بما يعني الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تعري شطان الماضي وتقتلع نظام حكمه الفاسد وتلقي بهم خارج اللعبة السياسية كون المرحلة بحاجة الى اجراء عملية استئصال طارئه لسرطان صالح وفيروساته المدمرة لحلم الملايين التي اطاحت به.

لماذا أقارب هادي ؟يعودون الى تقليد عهد صالح البائد؟ ولماذا لا تخلوا التعيينات الجديدة من أقارب هادي أو أحد من أبناء منطقته ؟و للإجابة على هذا السؤال.نقول ان سياسة هادي تنبع من تجربه طويلة للمشهد السياسي طيلة الفترات السابقه وبحكم كونه قريبا من رؤؤس الحكم الماضية ,فهو لاينسى الإغتيالات التي تعرض لها العديد من الرؤساء السابقين ومنهم الحمدي شمال الوطن وغيره في الجنوب,مدركا أن سببها ينبع من عدم التوازن ورجوح كفة العنف لطرف معين قد يتوزع بين القبيلة احيانا واخرى بيد قادة عسكرين.

ولإحداث توازن يضمن سير الحوار بنجاح ودخول اليمن مرحلة من التوافق والإحتكام لصوت الوطن وتغليبه على الإملاءات الضيقة كل ذلك بحاجة لأشخاص يكونون على قدرة عالية من الوطنية ومتحمسون لقيادة الوطن إلى بر الأمان.

ولذا فإن قرارات هادي تختلف عن الرئيس السابق الذي احتكر أهم المؤسسات العسكرية والمدنية لعائئلته وأفراد قبيلته,بينما أبناء هادي لم يقلدوا قيادة الحرس أو الفرقة وجعلها تحت حكمهم وتسخيرها لهم ,لضمان بقاء السلطة بأيديهم,فهم كغيرهم لايختلف عليه إثنان من أن الرئيس هادي يريد ضمان نجاح الحوار وخروج بالوطن من بوتقة الصراع وشبح الحرب وتجفيف منابع الإرهاب.

بدأ هادي ومعه الكثير من الوطنيين وفي مقدمتهم أبنا قبيلته من قادة وافراد, الذين قدموا التضحيات الكبيرة .فيما لازالت عبوات القاعدة ورصاصات الإرهاب تطارد هادي مع ابناء جلدته في كل مكان,ولذا وجدناهم في مقدمة الصفوف حيث كان وزير الدفاع يشرف على تحرير ابين, وكان قائد المنطقة الجنوبية الشهيد القطن مثالا في التضحية والفدا من أجل الوطن ,أما صالح وعائلته وأفراد قبيلته فكانوا يديرون المعركة من مكانهم ودوواوينهم عدا القائد على محسن الذي كان مثالا للقائد الحكيم والشجاع. الفرق واضح بين الماضي والحاضر وسيكون في المستقبل اكثر اشراقا حينما تتضح النوايا الحسنة للرئيس هادي ومعه ابناءه وافراد قبيلته وكل الوطنيين الشرفاء وكل اليمنيين.

فعلينا جميعا ان نفهم أن هادي ليس صالح ولن يكون نموذجا يحاكي الماضي البائد,لذا فهو يقوم بما يملي عليه ضميره الوطني,ولو أراد الإنفصال لكان اليمن الان شمالا وجنوبا ,لكن هادي مع أبناءه مشروع فدائي لهذا الوطن, وما يقوم به ليس إلا إحتراز وحيطه قام به قبله ولو بشكل بسيط الشهيد إبراهيم الحمدي,والواقع والظروف المحيطة تستوجب الحذر لأن المتربصين بالوطن لن يتوانوا في التربص بقيادات الوطن
إن هادي بدأ بالهدوا وسيغدوا الإعصار الذي ستحكي عنه الأجيال القادمة بكل حب وامتنان.