جيش الثورة.. عَبرةُ وزهرة
عباس القاضي
الثلاثاء , 23 أغسطس 2011
الساعة 08:01
صباحا
وفي أول جمعة في ساحة التغيير بالجامعة وأثناء عودتي إلى البيت, كنت أستقل سيارتي والجماهير تمشي زرافات وجماعات تردد الشعب يريد إسقاط النظام وكانت أمامي سيارة جيش فيها مجموعة من الجنود –قرب جسر مذبح- كان احدهم وجهه في اتجاهنا وعندما حاولت استفزازه بإخراج يدي مقبضه مرددا الشعب يريد اسقاط النظام وأنا انظر الى وجهه لأرى ردة فعله فإذا به يومئ برأسه تجاه يده فعرفت قصده,حيث كان بيده زهرة يدورها بين الابهام والسبابة ,وتفتر شفتاه بابتسامة خفيفة تدل على تعاطيه ورضاه على ما نقول ولكنه لا يمتلك الشجاعة الكافية بأن يقولها بصوت عال, وكانت سعادتي لاتوصف حينها حيث لم يكن أحدا من الجيش او الأمن قد أنضم للثورة, لم ينته المشهد هنا بل نقلني إلى المشهد الاول ,وذلك الشاب صاحب البزة العسكرية الذي كانت عيناه تنهمران بالدموع والذي أفسد عليً جمعتي تلك واستحضرت صورته فإذا بها تطابق صورة هذا الشاب صاحب الزهرة, حينها تنفست الصعداء وشعرت بالإطمئنان أنه بالإمكان الجمع بين الحياة الكريمة والمحافظة على النقاء والطهارة في ظل الدولة التي ننشدها وخرجنا للبحث عنها.
وفي الاسبوع الأخير من شهر مارس وبعد جمعة الكرامة كانت الإنضمامات للثورة من قِبَل الجيش والأمن شيئ مذهل فمنهم من تولى حماية مداخل الإعتصام ومنهم من رابط أمام المنصة يردد الهتافات صباح مساء.
وانتهيت إلى أن اسباب ودوافع الإنضمام لا تخلو من أحد المشهدين فإما عبرة(دمعة) وإما زهرة .ولكن كيف ؟
العبرة :قد تكون سببا دفعت صاحبها للانضمام وذلك لفطرته السليمة وإيمانه العميق , رأى الظلم فأنكره ورأى الحق فاتبعه , هذا سلوك الرجل المستقيم الذي يغمر قلبه الإيمان فيفيض من مقلتيه دمعا, هذه الدمعة دفعته للإنضمام للثورة.
الزهرة : فقد يكون المنضم أقل صفاءً من الأول ولكن الذي دفعه للانضمام هو سلمية هذه الثورة فعندما كان يواجه الثوار ورغم التهديد والوعيد إلا أن الزهور التي كانت تلقى عليهم أثرت عليه , فدفعته هذه الزهورللإنضمام للثورة,
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |