الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٥ صباحاً

ثقافة الشتائم من اين جاءتنا؟

احلام القبيلي
الأحد ، ٠٦ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
لا ادري من أين جاءتنا هذه الثقافة الغريبة الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي
المرفوضة دينا وخلقا
إنها ثقافة السب والشتم
وقد ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يكن بسباب ولا شتام ولا صخاب ولنا في رسول الله أسوة حسنه
ولكن رغم هذا كله تجد أن هذه الثقافة العفنة قد انتشرت في جميع الأوساط وبين جميع الفئات والشرائح
لم يسلم منها المشائخ والدعاة فضلا عن من اعتبروها عملا يمارسونه ويأكلون منه لقمة عيش كالصحفيين والكتاب
فالكاتب لا يكون مشهورا ناجحا إلا إذا احترف السب وامتهن الشتم
والسياسي لا يغلب خصمه إلا بالسب والشتم
والداعية لا تكون خطبته قوية رنانة ذات حضور قوي إلا إذا احتوت على اكبر قدر من الشتائم والسباب
والثائر لا يكون صادقا في ثورته إلا إذا أقام حفلات السب والشتم حتى مسمى فعاليات ثوريه
والثورة لن تنجح ما لم نرفع الاحذيه ونستخدم السخرية وندخل في الأعراض
والمؤتمر الصحفي لا يتابعه احد ما لم يكن ساخرا مستهزأ مهددا متوعدا
وإذا أردت أن تثبت لطرف ما انك معه وضد الطرف الاخر فلن يصدقك وان حلفت على المصحف ما لم تسب وتشتم وتلعن الخصم الذي تدعي انك تعارضه
الكل يشتم ويسب ويلعن , وكل له طريقته وأسلوبه وكأنه لن يدخل الجنة إلا من كان لسانه رطب بشتم الناس
أصبح الشتم والسب دينا وعقيدة كما هو الحال عند غلاة الشيعة الذين يعتقدون أن سب الصحابة الكرام جزء من الدين وفرض واجب

دخول في الأعراض و تشكيك في النيات , اتهام بالعمالة والتطرف والإرهاب والبلطجه,,

وعندما عاتبت احد الاساتذه الكبار وانتقدت هذه الثقافة
رد علي أن هذا ليس مستنكرا ولا مستقبحا فقد ظل علي رضي الله عنه يلعن على المنابر عشرات السنين
بالله عليكم هل هذا فعل يستدل به على استحلال هذه الثقافة وهذا الفعل
هل هذا الفعل أمر مستحسن يستحب أن نكرره ونقلده أم نستهجنه وننتقده ونحذر منه

يقول الامام مالك : «إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب فاعلم أنه معلول النية لأن الحق لا يحتاج إلى هذا».
أسمعتم أفهتم ؟

ويقول ديفيد هيوم: «قوة المنطق لا بد أن تكون أقوى وأكثر من منطقية من منطق القوة، وإلا اختفى المجتمع»

وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى