الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٢ صباحاً

القبيلة.. والثورة

عباس القاضي
الثلاثاء ، ١٦ أغسطس ٢٠١١ الساعة ١١:٣٠ مساءً
تعتبر القبيلة من أهم المكونات الإجتماعية, برغم مرور ما يقرب من نصف قرن على قيام الثورة ,وذلك لعدم وجود تحول حقيقي في الأنظمة المتعاقبة تفرض هيبة الدولة ومؤسساتها,وكان لهذا النظام الدور الأكبر باعتباره حكم ثلثي الفترة منذو قيام الثورة.

هناك استثناءات محدودة لدى افراد نتيجة تأثرهم من خلال تجوالهم في كثير من دول العالم أو لبعدهم عن مركز القبيلة ولكنه الإستثناء الذي يؤكد القاعدة.
وقد قلل نظام الحكم السابق في المحافظات الجنوبية والشرقية من تأثير القبيلة,إلا أن القبيلة ظلت كالجمر تحت الرماد تظهر بين الحين والآخر إذا ما هبت ريح الخلافات بين رفاق الحزب الواحد, بمعنى أن القبيلة كانت تغيب في الأفراح وتحضر في المآتم.ولكن ليس موضوعنا في هذا المقام دراسة القبيلة لذاتها وإنما موقف القبيلة وتأييدها للثورة. وقبل أن نبرز اهمية هذا الدور دعونا نتصور فيما إذا كانت كل القبائل معادية للثورة, بمعنى أنها مؤيدة للنظام هذا الموقف الكارثي معناه أن تلتقي شكيمة القبيلة مع مال السلطة لتصب على رؤوس الثوار, حينها ستكون الضحايا بالآلاف حتى وإن كانت محايدة , يكفي أنها ستكون من اكبر المعوقات أمام قيام دولة النظام والقانون مستقبلا لعدم إيمانها بأهداف الثورة.

أما وقد وقفت القبيلة مؤيدة للثورة دعونا نستعرض دوافعها وأهميته:

نزلت القبيلة إلى الساحات والميادين تهتف بإسقاط النظام-لإقامة دولة النظام والقانون ,يستبدلون فيها الثأر بالقصاص الشرعي و"المحدعش" بحكم القضاء والقتل العشوائي بالقَوَد الشرعي, يبحثون عن دولة نظام وقانون ليقضوا بقية أعمارهم بعيدا عن الصراع والقطاع ويناموا دون حاجتهم لاحتضان السلاح في فراش النوم وشم رائحة البارود من فوهة البندقية قبل ان يغمضوا أعينهم للنوم الذي لايخلو من الكوابيس المفزعة يكون فيها إما قاتلا او مقتولا.

وضعت القبيلة سلاحها وجاءت للساحات رافعة الأيادي للتفتيش من قِبَل اللجان الأمنية شأنهم شأن الاكاديميين والمحامين والمدرسين وبقية المعتصمين,
نصبوا الخيام ,فرشوا الارض, التحفوا السماء, رددوا الشعارات, رسموا الوان العَلَم على أجسادهم , خرجوافي المسيرات , تعرضوا للقتل والجروح لم يسألوا حينها من القاتل ليأخذوا بالثأر لكنهم كانوا يرددون :سلميه,,سلميه وما أجملها من أفواههم
القبيلة اعطت للثورة زخما عظيما,آزت الثوار لأن قسمها مبرور ووعدها محقق.

تأييد القبيلة للثورة اعطت شباب الثورة الإطمئنان لإقامة دولة النظام والقانون لأنهم تشربوا مبادئ الثورة وآمنوا بأهدافها,وهاهم يرسمون ملامح المستقبل مع الشباب في خيامهم, المسسقبل الذي لامكان فيه لفاسد ولا لمثيري الصراع بين أبنائه من أجل بقائه,,المستقبل الذي يتساوى فيه ابن الساحل مع ابن السهل مع ابن الجبل.

ومن بشائر هذا المستقبل ما رواه أحد شيوخ القبائل حيث قال : يوم جمعة الكرامة هرعت لأبحث عن ابني وكان قد أصيب,وبعد عناء وجدته محمولا على كتف احد الأشخاص يجري به إلى المستشفى الميداني لإسعافه,,ولكن ماهالني ليس إصابة ابني بقدر ماهالني حامله,,إنه ابن خصمٍ لي وبالتالي خصمُ لابني بيننا ثأر قديم بمعنى أنه إذا رآه خارج الساحة لقتله,,حينها اختلطت عندي مشاعرالحزن ولأسى على أبني وعلى الشهداء والجرحى,,ومشاعر الغبطة والفرح على هذا الموقف الذي يرسم ملامح المستقبل الموعود بإذن الله