الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٧ صباحاً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 6 )

عباس القاضي
الخميس ، ٠٣ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٣٠ مساءً
استند إلى جذع الشجرة ، ومد قدميه يحاول أن يغمض عينيه ، إلا من ترقب حذر من هوام الليل ، لا يعرف من أين ستأتيه من بين يديه أم من خلفه .

انساب شيء من الأمل في نفسه ، عندما تذكر نباح الكلاب قائلا : كان بها الفكاك من ذلك الوحش ، الذي كاد أن يفقد أعصابي ويهزمني نفسيا وهو يحك جسده على جذع الشجرة لأرتمي بين أحضانه لقمة سائغة ، وأردف : جبان ، أيها الوحش ، صاحب العيون المضيئة ، تخاف من كلب ، ولا تخاف من سمير ! ،، صدق من قال : " لكل طاهش وله ناهش " وفوق هذا مادام النباح مستمرا لن يقرب هذا المكان وحش آخر ،،، يعني أمنت من الجبهة التي فوق الأرض ، وبقيت الخبايا ،،، ياااااه من أين لي مواء قطط لتخيف الثعابين ؟ آآآآه لو كنت أخذت ثوما معي لأتغلب على لسع الثعابين ! ،،، ثم ضحك قائلا : رائحة الثوم ستطرد حتى الوحوش ،،، فبحسب ما قرأت إن الوحوش كانت تعاف رجل الغابة بسبب رائحته الكريهة ، يكفي أن أنفخ في وجه الوحش وسيلقي بنفسه أمامي ، ثم أجلس ألطم أبوه إلى الصباح ،،، ثم هز رأسه قائلا : مرة ثانية ، سآخذ معي كيسا من الثوم وألقي به على رؤوس الجبال وعلى ظهر السفوح وفي بطون الأودية وأظل ألعب كرة قدم في الليل ، على قارعة الطريق وأركل الكرة إلى أعلى وأظل أرفعها برأسي وبكتفي وبقدمي ،،، ومن باب الحيطة والحذر آخذ معي كلبا ،،، بس المشكلة كيف سيتركونني أركب بالسيارة التي فيها من كل زوجين اثنين كأنها سفينة نوح ؟ بسيطة سألبسه فروة خروف وأقول لهم " كبش " امممممم لسانه ستفضحني ! سأقول لهم : عنده لواز.

استغرق في تفكير عميق ثم قال : وجدتها ، وجدتها ،،، وجود نباح كلاب من هذه الجهة ، يعني أن مجمعا سكانيا قريب من هنا ،،، ولأن هذه المناطق نائية معناه أن المدارس متباعدة ،،، أكيد في الصباح ،،، سيعبر في هذا المكان طلاب من هنا أو من هنا ،،، سأذهب معهم إلى المدرسة ،،، سأجد فيها من يدبر لي وسيلة مواصلات ،،، ثم أطبق جفنيه ، ليذهب بنوم عميق ، حتى مطلع الفجر.