الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٥ مساءً

الثورة والحوار والإسلام

طاهر الزهيري
الاربعاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
الشعب اليمني شعب المعاناة والتضحيات والصبر رغم كل الهموم والمشاكل ، وفي عام 2011 أنتفض الشعب وأعلنها ثورة ، ثورة شعبية سلمية لأسباب كثيرة منها الاستبداد والظلم والفساد والفقر والبطالة وغيرها من الأسباب الكثيرة .

وليس هذا ما أريد الحديث عنه وإنما عن الحوار الوطني الذي أصبح على اللسان الشعب اليمني وموضوع النقاش والجدال فيه ، فمنهم من يتوقعون نجاحه ويعولون عليه خروج اليمن إلى بر الأمان وآخرون يتوقعون فشله وزيادة الطين بله ، وآخرون لا يهمهم سواء نجح أم فشل ما يهمهم هو كيف يقضون ويعيشون أيامهم يوما ً بعد يوم .

وليس الاختلاف على الحوار بحد ذاته وإنما الاختلاف الحقيقي على كيف سيكون هذا الحوار ومن يمثل الشعب في هذا الحوار وما هي مرجعيته وما الأمور التي سيناقشها .. الخ
أتساءل : هل الحوار سيحقق ما قامت الثورة من أجله ؟ أم أنه بعيد كل البعد عن أهداف الثورة وطموحات الشعب ؟

لقد خرج الشعب اليمني ثائرا ً من أجل الحرية والكرامة من أجل لقمة العيش ومحاربة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل ، ومكافحة الفساد وإزالته وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتطور والتقدم والازدهار .

أليست هذه الأولويات هي الأحق بمناقشتها في الحوار ؟! فهل ستناقش في الحوار ؟!

وكيف للحوار أن ينجح النجاح الحقيقي الذي يرضى ويقنع الشعب اليمني بدون وجود ممثلين لعلماء اليمن فيه وأيضاً أساتذة الجامعة وقيادات عسكرية وكوادر إعلامية .. الخ ممن يمثلون كل الشعب وليس ممن يمثلون إلا أنفسهم أو أحزابهم أو ممن هم في الحقيقة خارجين عن النظام والقانون ، وسيمنحهم الحوار حق الشرعية التي يفتقدونها .

هل الحوار الوطني حل أم عقدة وخطة من أجل التدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية وهل أصبحت الدول الخارجية اليوم بالفعل تمسك بملفاتنا وتتحكم بها ؟!

هل الحوار الوطني كما يقال بوابة لإجهاض الثورة وعلمنة اليمن وتقسيمها ؟ وهو يبدوا في ظاهرة الرحمة وفي باطنه العذاب ؟

هل الحوار من أجل البناء أم من أجل الهدم ؟ من أجل مصالح الشعب أم من أجل تقسيم الشعب وإبعاده عن دينه الإسلامي ؟
وأين الشريعة الإسلامية من الحوار أم أنها ستلغى ليحل محلها المواثيق والاتفاقيات الدولية التي لا تتواءم ولا تتفق مع بعض تشريعات الإسلام بل قد تكون مناقضة ومنافية لها .

ليست المواثيق والاتفاقيات الدولية هي مصدرنا وإنما نحن شعب مسلم والإسلام هو ديننا ومصدرنا وسعادتنا في ديننا ودنيانا ولن نفلح وننعم ونعيش بعدل وخير وحرية وعزة إلا بالإسلام ، فلذالك يجب أن يكون هو مصدر ومرجع هذا الحوار الوطني .