الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٠ صباحاً

الأستاذ سمير ،،،،، ورحلة السندباد ( 2 )

عباس القاضي
الاثنين ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
مازال في الوقت متسع ، ستأتي ، حتما سيارة ، تأخذني من هذا المكان الموحش ،،، يقول هذا ،،، وهو يجلس القرفصاء ، كأنه يستعد لتسلق سيارة أخرى ،،، تعب من وضعية الجلوس تلك ، ومع مرور الوقت بدأت عزيمته تنهار ،،، استند إلى جذع الشجرة الوحيدة هناك ( العِلْب ) ومد رجليه غير حافل من مكان جلوسه ،،، أعشاش يابسة وبقايا أعواد ، جعلته يعتدل في جلسته.

أدخل يده في كيسه الذي فيه مؤنه تكفيه لشهر ،، وأخرج قطعة فطائر منها " صليعات " كسرها بيده وكان لها صوت عالي فقد جعلتها أمه يابسة حتى تأخذ مدى أطول دون أن تعطب ،، دس لقمة في فمه الجاف ، قحطها بأسنانه ،،، مسكت في حلقه ، مد يده مرة أخرى إلى الكيس ، أخرج قارورة الماء ، فدلف جرعة ، سقطت لها جزيئات اللقمة من حلقه ومن تحت لسانه وجوانب فمه.

بدأت الشمس تصفر ، وتتدلى من جهة الغرب ، وقف في الطريق المؤدية إلى مبتغاه ، عين تنظر إلى الشمس وعين ترقب الطريق ، يقول ، وهو يشير إلى الشمس : ما أسرعك اليوم ! وفعلا ، كانت في نظره كالرباب سرعة – السحاب الأبيض الخفيف - ،، كان يشعر أنه سيمسكها بيده ويجعلها تقف هذا اليوم ، حتى تأتي السيارة ،، وينظر إلى خلفه وجوانبه ، اختفت القرى ،، بدأت الشمس تفلت من يده أصبحت تحت يده ،، خيل إليه أنه يمسكها من أعلى ،، لكنها ابتعدت عنه بسرعة فائقة ،، وقلبه يزداد خفقانا ، وفمه يجف ،، كان يحس أن اللقمة مازالت في حلقه ، تنحنح ، بلع ريقا مرا وفي الحلق غصة ،، يدعو : يارب ، يارب ،،، إلى أين سآوي في هذا المكان ،، أكيد ، فيها وحوش فوق الأرض وخبايا تحت الأرض ،، كان يتخيل من لهفته كأن الأحجار من حوله ، كلها سيارات ، يجري صوبها ،، لكن ، لا فائدة .

غربت الشمس ،،،، ولم يبق فيها سوى أثر من شعاع .