الرئيسية / كتابات وآراء / الأستاذ سمير ،،،،، ورحلة السندباد ( 2 )

الأستاذ سمير ،،،،، ورحلة السندباد ( 2 )

عباس القاضي
الاثنين , 24 ديسمبر 2012 الساعة 05:40 صباحا
مازال في الوقت متسع ، ستأتي ، حتما سيارة ، تأخذني من هذا المكان الموحش ،،، يقول هذا ،،، وهو يجلس القرفصاء ، كأنه يستعد لتسلق سيارة أخرى ،،، تعب من وضعية الجلوس تلك ، ومع مرور الوقت بدأت عزيمته تنهار ،،، استند إلى جذع الشجرة الوحيدة هناك ( العِلْب ) ومد رجليه غير حافل من مكان جلوسه ،،، أعشاش يابسة وبقايا أعواد ، جعلته يعتدل في جلسته.

أدخل يده في كيسه الذي فيه مؤنه تكفيه لشهر ،، وأخرج قطعة فطائر منها \" صليعات \" كسرها بيده وكان لها صوت عالي فقد جعلتها أمه يابسة حتى تأخذ مدى أطول دون أن تعطب ،، دس لقمة في فمه الجاف ، قحطها بأسنانه ،،، مسكت في حلقه ، مد يده مرة أخرى إلى الكيس ، أخرج قارورة الماء ، فدلف جرعة ، سقطت لها جزيئات اللقمة من حلقه ومن تحت لسانه وجوانب فمه.

بدأت الشمس تصفر ، وتتدلى من جهة الغرب ، وقف في الطريق المؤدية إلى مبتغاه ، عين تنظر إلى الشمس وعين ترقب الطريق ، يقول ، وهو يشير إلى الشمس : ما أسرعك اليوم ! وفعلا ، كانت في نظره كالرباب سرعة – السحاب الأبيض الخفيف - ،، كان يشعر أنه سيمسكها بيده ويجعلها تقف هذا اليوم ، حتى تأتي السيارة ،، وينظر إلى خلفه وجوانبه ، اختفت القرى ،، بدأت الشمس تفلت من يده أصبحت تحت يده ،، خيل إليه أنه يمسكها من أعلى ،، لكنها ابتعدت عنه بسرعة فائقة ،، وقلبه يزداد خفقانا ، وفمه يجف ،، كان يحس أن اللقمة مازالت في حلقه ، تنحنح ، بلع ريقا مرا وفي الحلق غصة ،، يدعو : يارب ، يارب ،،، إلى أين سآوي في هذا المكان ،، أكيد ، فيها وحوش فوق الأرض وخبايا تحت الأرض ،، كان يتخيل من لهفته كأن الأحجار من حوله ، كلها سيارات ، يجري صوبها ،، لكن ، لا فائدة .

غربت الشمس ،،،، ولم يبق فيها سوى أثر من شعاع .