كهول و حصانة ....
عبدالرحمن صادق الوحش
السبت , 22 ديسمبر 2012
الساعة 12:40
مساء
... إما أن تتحملوا النتائج أو انتظروا ثورة قادمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدايةً سألني أحدهم و نحن مجتمعين في مجلسنا لماذا ساعة الحائط مؤخرة ؟ فجاء الرد تلقائيا .. ليس هذا حال ساعتنا فقط بل هو حال الساعة الوطنية
( ساعة المنجزات الوطنية ) !!!
قوىً سياسية في بلد ما شبت و شاخت في ظل نظام مستبد ، و في فسحة من الزمن تسنى لهم مراجعة الماضي و عثراته ، و بدئوا بعمل ما كان يجب عليهم عمله في السابق و لم يجدوا في شيخوختهم عائقاً ، فتوحدوا و أعلنوا النضال جميعا ضد الاستبداد و التمديد و التوريث ،
و في ساعة صفا .. شاءت الأقدار و وضعتهم في كفة الشعب و مع الشعب ضد عدو الشعب ، في ظل هذه المتغيرات أصبحت لهم الغلبة لا محال ، و لكن كان لشيخوختهم أثر واضح في التعامل مع هذه المتغيرات التي لم يكونوا يحلمون بها يوماً و لم يألفوها و لم يستطيعوا التواؤم معها.
لذا كان الحل طبعا و لا بد من الخارج ، و لا جدال في أن هذا الحل لم يلامس كل الجراح الشعبية لأنه ليس وطنياً .. بل مستورد !!
المهم جاءت المبادرة و آليتها التنفيذية المزمنة بمنظومة متكاملة من الخطوات التي لا يمكن تجزئتها بأي حال من الأحوال ، و لأن الشارع الذي ثار ، و الذي لم تأتي هذه المبادرة إلا بثورته و من أجلها أو لإجهاضها أو حلها أو ... ، فإنهم لم يكونوا يوماً جزءً منها ، بل من وافق عليها و وقع عليها هم نفس أولئك الساسة الكهول ، و هم من سيتحملون نتائجها أمام الله و الخلق و التأريخ الذي لن يرحمهم ؟؟ فهم من أعطوا الرئيس المخلوع و عائلته و أركان نظامه الحصانة القانونية اللا قانونية ، دون أن يقوم هو بما كان المفترض أن يكون بمقابل تلك الخطيئة ؟؟ !!
فبات اليوم يزاول العمل السياسي بشراهة و نهم ، و بدأ يدير المخططات الإجرامية و التخريبية ضد الشعب في الشمال و الجنوب ، و كأنه هو من خرج بالثورة على هذا الشعب المُعَاقب قبل الثورة و خلالها و بعدها ، فعاد عدو الشعب زعيم حزب ما !! بل و الأدهى و الأمر أن رئيس الجمهورية ليس إلا الأمين العام لهذا الحزب ؟؟ و لا غرابة إن قلنا أنه ما زال رئيس الرئيس !!
و ما زال لديه المال و القوة و النفوذ و الأمر و النهي ، وما زال هنالك بعضاً ممن يطلق عليهم وزراء يدينون له بالولاء و بالسمع و الطاعة و منه يستمدون الأوامر ، و لم يتحللوا بعد من بيعتهم تجاهه !!
و في مقابل كل هذه الترهات و الخزعبلات ، و بموجب هلع و تفاني غريزي على السلطة من قبل البعض ، ظهر منهم ما كان الواجب أن لا يظهر، و في هذه المرحلة بالذات فبدئت الخلافات و الخصومات تطفو إلى السطح ، تمهيداً للتفرق بعد التجمع ؟!!
رغم أن عقارب الساعة تشير إلى أننا لم نتعدى نصف مدة الاختبار أو الامتحان ، فيا ترى كيف ستكون النتيجة النهائية ؟؟!
لا ريب أن نصيباً من الفوز سيكون للمهملين (الفاسدين) هذا إن لم يترك الكهول ما هم عليه و المحاولة في ممارسة شيء من الجرأة في اتخاذ القرار حتى يتواءموا و يتواكبوا مع طموحات الشباب الذين أفرزتهم ثورة الشباب الشعبية.
و عودةً إلى المحور الرئيسي في هذه المسألة برمتها ألا و هو ( الحصانة ) الذي بدء الرئيس/ هادي يلوح بالتهديد بإلغائها و لكن على استحياء ، و الذي لولاها بالإضافة إلى ضعف و شيخوخة الساسة ، لما رأينا ما رأيناه ، من السير الحثيث للغاية في تنفيذ المبادرة ، و رفض المدعو قائد الحرس الجمهوري .. نجل الرئيس المخلوع ، تسليم الصواريخ أو الأسلحة النوعية التي لا ينبغي وجودها في يد من كان و ما زال و سيظل من أبرز أعداء الثورة التي جعلت من هؤلاء الساسة ممثلين لهذا الوطن و مصيره .. دونما اختيار منهم ؟؟ !!
\" خلل إستراتيجي و جوهري في المرحلة التي يفترض أنها تنفيذاً لأهداف الثورة \"
إذاً بصراحة تحطم جدار الصمت .. إما أن يسحب أولئك الساسة الذي عفا عليهم الزمن الحصانة اللاقانونية التي منحوها لمن تفجرت الثورة ضدهم ، بأي وسيلة كانت ، فهم المسئولون أمام هذا الشعب العظيم ، فكما عرفوا كيف يضمنوا للمخلوع تلك الخطيئة ، فهم و لوحدهم من يتحملون وزر تلك الخطيئة ؟؟ و كيفية التحلل منها ؟؟ !! تمهيداً لاستكمال أهداف ثورة الشباب الشعبية ،أو فليتركوا الثورة لأصحابها بالفعل من وهبوها دمائهم ، لا من حصدوا نتائجها ، و ليتنحوا عن طريق الشباب الثائر ، فمن أشعل شرارة الثورة و كان وقودها ، فهو من سيكملها و هو الأكفأ و الأحرص على عدم التحايل عليها أو التلاعب بها بأي شكل من الأشكال ، و ليتفحصوا بعض ملامح الواقع المصري ، و ليعتبروا من بعض الملامح التي قد تتطابق مع أوضاعنا ، و لنستوحي من تلك الأوضاع ما قد ينفعنا لنتجاوز المحطات التي سنصل إليها ، مما سبق و أن مر بها شعب مصر العظيم الذي يوازي الأهرامات طموحا و شموخاً و رسوخاً .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الاثنين,07 يوليو 2025
الساعة 12:01
صباحا
# | اسم العملة | شراء |
---|---|---|
|
دولار أمريكي | 2739.50 |
|
ريال سعودي | 720.00 |
