السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٣ صباحاً

يحي علاو

عباس القاضي
الخميس ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لم أبك أحدا أثناء الدفن ،،، كما بكيت هذا النبيل ،،، الإنسان ،،، ولم تحضر النساء في تشييع جنازة كما حضرن في تشييعه ،،، وأنا أجزم أن كل واحدة منهن لم تتبع أباها ولا أخاها ولا حتى زوجها ،،، لكنه ملك القلوب والوجدان ،،، رأيت المُقعَد والفقير واليتيم وهم يبكوه ،،، ويندبوه بصوت جنائزي يهتز له الجبال .

رأيتهم جنبا إلى جنب مسئولين وموظفين وفلاحين و مهمشين يتلونك كـ إلياذة تحكي أسطورة اسمها يحي علاو .

قبل سنة من وفاته ،،، كان يستقبلنا في مطار صنعاء، لأخذ كاميرا أرسلت معنا من دبي،،، ولأنني تعودت أن أجعل ابني الأصغر يستقبلني ،،، فلما رآه ،،، رفعه إلى مستوى أعلى من رأسه ثم انزله قليلا ليطبع قبلة في جبينه ، ووجنتيه ،،، و قال له : هل تعرفني ؟ رد عليه عامر : نعم ،،، أنت تقدم أسواق شعبية ،،، أنزله ،،، ثم نظر إلي ،،، بنظرة عتاب ،،، قائلا : ألم تقل له أنني زميلك ؟ ثم حك كفه برأس عامر ،،، وقال : أنا زميل بابا .

لذلك ، كلما رآه عامر في التلفزيون ،،، يصيح بصوت عال : هذا زميل بابا.

يحي علاو ،،، سيمفونية حزينة ، مرت علينا كطيف اختفى ،،، وباختفائه أنتزع قلوبنا .
يحي علاو ،،، كان بينه وبين الله سرٌّ ،،، كشف يوم وفاته ،،، لذلك بكاه الإنسان والحجر والشجر حبا فيه وحزنا عليه .

سلام الله عليك يا يحي ،،، يوم ولدت ، ويوم مت ، ويوم تبعث إن شاء الله حيا .