عطش الأمومة ( 12)
                                    
                                        عباس القاضي
                                    
                                    
                            
                                        السبت , 24 نوفمبر 2012 
                                         الساعة 04:40
                                            مساء
                                        
                                    
                                انتهوا من العشاء ، جاء \" النادل \" ليستكمل الطلبات لكن جنى بادرت باستدعائه لتهمس في أذنه أن يؤجل أطباق الحلوى إلى وقت لآخر ، فأبوها الدكتور سالم الذي أشار إليها وهم قادمون إلى الشاطئ أن تعامله كطفل – تخاف عليه ، كونه مصاب بداء السكري ،،، فهو لا يستطيع أن يقاوم منظرها ، فيأكل فيكون ضررا عليه .
يمر الوقت و إبراهيم يفتعل السرور ويتصنع النكتة ، ليداري حزنه الذي ينتابه بين الحين والآخر ، و هو يرى وجوه الحاضرين وبتذكر نادية بذات المكان ،، ويقول في نفسه : أين أنت يا نادية ، وكان قبل أن يأتي إلى الشاطئ قبل مر على المستشفى ، الذي تعود على المرور عليه منذ دخلت نادية الثلاجة ،، وجد نادية وتحسس أطرافها فلما وجدها باردة ، كاد قلبه أن يقفز من صدره ،،، وهو يرى إلى وجهها الذي ما زال هو ، هو ذاك المحيى الجميل ، فرغم مرضه الطويل ما زالت الحمرة لم تغادر خدها وأنفها الشامخ سيتعصي على غطاء وجهها ،، وهو يسبح في هذه الذكريات ، نظر إلى جنى وقد لاحظت شروده ، فابتسم ، عندما تذكر وصية نادية في الأيام الأخيرة ، وهي تقول له : تزوج بامرأة سمينة لتعوضك نحولي فقد سمعت أن المرأة السمينة لديها مقاومة كبيرة للأمراض ،،، لا أريدك يا إبراهيم أن تتعب معها كما تعبت معي .
ردت عليه جنى بابتسامة مثلها ، غير أنها لا تدري أسباب ابتسامته.
لاحظ الدكتور سالم شرود إبراهيم ، فأراد أن يخرجه من شرنقة ذكرياته قائلا : نصعد إلى سطح السفينة ، صعدوا وجلسوا على كراسي متقاربة ، ليتفرقوا بعدها كل اثنين معا ليتحدثوا بِهَمٍّ مشترك ، وتصرفوا بذكاء بحيث وجد إبراهيم و جنى أنفسهم وجها لوجه بعد أن تفرقوا .
بادر إبراهيم الكلام بتأسفه عن سرد حكايته مع نادية بحضرتها ،، لكنها قالت : والله لن يزيدني كلامك إلا قناعة بك ، فوفاؤك لنادية هو وفاء لي ،، صدقني يا إبراهيم لقد أحببت نادية من خلال كلامك ، وقد صححت وضعا كان يؤرق الأسرة كلها ،، وأجبت على تساؤلهم ،،، كيف تخطبني وما زالت نادية لم تدفن بعد ،،، فقد أزال حديثك الوسواس من قلوبنا جميعا .
اخترنا لكم
            آخر تحديث 
                        
                الجمعة,31 أكتوبر 2025 
                 الساعة 12:01
                    مساء
                
            
            
        
    | # | اسم العملة | شراء | 
|---|---|---|
|  | دولار أمريكي | 1615.00 | 
|  | ريال سعودي | 425.00 | 
 
                                                             
     
                                    
                                                                     
                                             
                                             
                                             
                                             
                     
                     
                     
                    