الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٥ مساءً
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
سيدي ما هكذا يقاد البعير وما هكذا تورد الإبل ..إلى أين تمضي بنا سفينتك الخائرة ..إلى أي منحدرٍ يمكن أن تقذف بنا أشرعتك التائهة وسط هذه اللجج..أي خريطةٍ هذه التي تسترشد بها وتسير على هداها ..نمضي ونمضي وليس إلا ثمة ظلام حالك ، وكلما أوغلت بنا في السير كلما زادت الحلكة والعتمة ، ربما فقدت السيطرة سيدي .. انتبه أرجوك أوقف هذا السير المجنون نحو المجهول ( المخيف) ، لماذا أوصلتك هستيريا القيادة إلى هذا الحد الذي جعلك تبدو كمن يتصرف بغير عقل..أين الحكمة أين الرشد أين تاهت صفاتك العلى..وأسمائك الحسنى* التي بلغت نحو الأربعين اسماً منها ( الربان ) .

ياربان هذه السفينة أعد السفينة إلى مسارها الصحيح ،إنها لمساكين ومعدمين لا يجدون حتى أقواتهم ,,لا يصمك هذا الضجيج الصادر من أقلام التزلف والمداهنة عن سماع آهاتنا وأنآتنا ..لا يشغلك بهرج الكلمات عن رؤية واقعنا المأساوي عن وطن مكلوم أجهزت عليه أنياب كلابك الضارية ..وجعلته ممزقاً يرتدي أشطافاً مهترئة يتسول أكف الآخرين ويعتلك المأساة بصورة محزنة.

هؤلاء سحرة ..دجالون.. منافقون ..مداهنون .. يلمعون جزمتك بأوراق باهته.. ويصنعون لحظات السقوط المدوي لصورتك التي زاحمتنا في الشوارع وأرصفة البطالة..كي نحمل الحقد عليك ..يا لك من بطل مخدوع .. ترقص طرباً لمزامير النفاق ، وتمضي بنا إلى متاهات مظلمة على أنغام صاخبة ..

لاتصدق هؤلاء سماسرة الزيف ورافعي يافطات المنجزات الوهمية..فليس ثمة منجزات غير قصرك الفخم الذي تنظر من خلاله إلينا وابتسامتك المحنطة المصلوبة على أعمدة الإنارة في الشوارع تستفز عبوسنا وتثير فينا كوامن الانتقام ..إنها ابتسامة ساخرة..تشعرنا بالذل والمهانة هكذا أراد لاصقوها أن يقولوا لنا