الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٥ مساءً

البوعزيزي ،،،، والجعاشن

عباس القاضي
الخميس ، ١٣ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
أبناء الجعاشن أو ما تم الاتفاق على تسميتهم وصفا دقيقا لوضعهم – مهجري الجعاشن ،،، ثاروا قبل التونسيين بأكثر من عام .

افترشوا الأرض في ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء ،، وفي الممر الضيق أمام مجلس النواب ،،، رجالهم ونساؤهم وأطفالهم ،،، ومعهم بعض الناشطين الحقوقيين .

لم يطالبوا حينها برحيل رئيس النظام ،، ولكن بإنصافهم من عُتُلٍ تجاوز المائة من عمره .

لم تكن مطالبهم يومها بدولة مدنية وإنما اقتصرت مطالبهم بأن يعيد لهم مواشيهم – أبقارهم وأغنامهم – التي صادرها عليهم .

لم يكونوا ورقة ضغط من أجل انتخابات تعتمد على القائمة النسبية ،، كل ما كانوا يحلمون به ، أن يعيشوا آمنين مطمئنين في بيوتهم ،،لا يطرق بابهم زبانية هذا المسمى شيخا ليقاسمهم معيشتهم وأرزاقهم .

لكنه وبتشجيع من النظام السابق ، ما زاد إلا عتوا ونفورا ، ولم تستطع لجنة مجلس النواب أن تنفذ من أقطار الجعاشن إلا بسلطان شيخها ،، الذي قال لهم : لا أضمن سلامتكم مني ،،، بمعنى قد أوافق في البداية فيأتيني هاتف من شيطاني فأقضي عليكم .

وقال مخاطبا النواب : أيها النواب ،،لا مقام لكم في إب ،، ارحلوا قبل أن ينالكم غضبي ،، ألم تسمعوا عن إمارة موناكو في جنوب فرنسا ،، التي تنتهج النظام الجمهوري بأسمى صورها ؟،،، كذلك أنا فإمارة الجعاشن ملكي فهي تقع في جمهورية تنتهج النظام الجمهوري بأسوأ صورها ،، فالقائمون عليها ظاهرهم الجمهورية وباطنهم من قبله ملكية متمثلة بالتوريث .

جاءت الثورة ،، فكان مهجرو الجعاشن قلبها وسداها هتفوا حتى بُحَّت أصواتهم ،،، تقدم أصحاب الملفات السياسية بمشاريعهم الكبيرة لتضيع قضيتهم الحقوقية .

ولسان حالهم يقول : ها نحن أنجزنا الأهداف الأولى من الثورة الأم ،، ونحن ننتظر نصيبنا من هذه الثورة ،،، فما زال خصمنا يسرح ويمرح،، ومازلنا نحمل متاعنا من مكان إلى مكان ،، ومطالبنا هي هي لم تتغير، وهو إزاحة هذا الكابوس من فوق ظهورنا ،،، فهل أنتم فاعلون ؟.