الطير أمة من الأمم التي خلقها الله لنا زينة ، لمظهرها تقر الأعين ، ولصوتها تُشَنَّف الأسماع ، وقبل هذا كانت وسيلة تعليم منذ بدء البشرية ، فقابيل أرشده غراب كيف يواري سوءة أخيه ، والهدهد أرشد نبي الله سليمان – عليه السلام – إلى قوم تملكهم امرأة ،لها عرش عظيم ، غير أنهم يسجدون للشمس من دون الله ، كأول عمل صحافي على وجه الأرض ، وكان سببا في هدايتهم .
والطير خدم البشرية منذ الأزل فقد كانت الحمام الزاجل وسيلة الاتصالات الوحيدة تنقل الرسائل بين الأقاليم .
والطير حامل البشرى ، فقد نسب للحمام أنه أول من بشر بانتهاء الطوفان عندما عاد يحمل بمنقاريه غصن الزيتون ، فأصبح من حينها رمزا للسلام
والطير مصدر إلهام ودليل لمخترعات خدمت البشرية كالطائرات ، التي قربت البعيد ، وحولت السفر من مشقة إلى متعة ، حتى داست أقدام البشر الكواكب ، واكتشفوا المجرات ، واستقرت الأقمار الصناعية في الفضاء كم يستقر البازي فاردا جناحيه في الجو .
من الطير بعض العصافير لها أشكال وألوان لا تستطيع أن تقف أمامها دون أن تسَبِّح الخالق المبدع ، بمعنى أنها تدل على الله .
ومن أنواع الطير ما يحلق عاليا وله قوة نظر غير عادية بالإضافة إلى قوته الإسثنائية ، فاتخذوه رمزا في الأعلام الوطنية كالنسر .
ومن الطير ما هو داجن لا يستطيع الطيران ، ليكون في متناول أيدينا لنزين بها موائدنا ، ومن فرْطِ لذّتها جعلها الله من أشهى طعام أهل الجنة " ولحم طير مما يشتهون ".
ومن الطير ما له صلة بين البر والبحر كالطيور البحرية التي تمتاز بسيقانها الطويلة لتغوص في الأعماق لتشاركنا طعام البحر ، فتكون من أجمل الكائنات لسكان الجزر وراودها.
ولكن هناك طير يأسرك مظهره ، يطربك هديله ، هو من علَّم الإنسان ، الحب والعشق والغرام ،،، إنه الحمَام .
فالحمًام أستاذ الرومانسية الأول في الأرض ، فقد حاكاه الشعراء والمحبين ولكن الذي لا يدركونه ،، أنه رمز للطهر والعفاف كونه يقتصر على قرينته فقط .
فالذكر من الحمام إذا ماتت أنثاه لا يمكن التعايش مع أخرى ، ويظل وفيا لها حتى بعد موتها ، أما الأنثى فإنها لا تستطيع أن تعيش بعده ، تلحقه بعد فترة وجيزة حزنا وكمدا عليه .
ولصوت الحمام سحر يأخذ بالألباب ، يجعلنا نقول : إذا نطق الطير لكان الحمام شاعرها .