الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٦ صباحاً

حكومة الوفاق الباسندوية ومعضلة الفشل الكهربائية

عبدالرحمن صادق الوحش
الاربعاء ، ٢٠ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
لطالما حلم اليمنيون بدولة مدنية حديثة دولة نظام وقانون دولة مؤسسات تمنح كل ذي حق حقه في ظلها ينعم الشعب بالأمن والأمان والاستقرار دولة تبدأ بتحقيق المنجزات العملاقة وبفترةٍ وجيزة نستطيع الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، بل والتسابق معها أسوة بعدد من الدول الشرق أسيوية التي أخرجت بلدانها من مصاف الدول المتعثرة، و وصلت بها إلى مصاف الدول المتقدمة.

ولم نكتفِ بالحلم فقط ..بل بدأنا بتحقيق تلك الأحلام على الواقع وما إن سنحت لنا الظروف بالتغيير .. دُق ناقوس الأمل وانطلقت الشرارة الأولى للثورة لتعم كل ربوع الوطن الحبيب ،، وكان الزخم الثوري بقدر الكبت والحرمان والخوف والجوع وانعدام الأمن وضياع الحقوق ، التي عانى منها شعب اليمن الكريم ، وبقدر الأمل الذي لم يفارق هذا الشعب الثائر حتى أن النخبة منهم بدأوا بمناقشة المسائل العظام كشكل الدولة ونظامها ونظام الحكم فيها.. وأي الدول من الممكن أن نخذي حذوها في النظام الاقتصادي ..أتركيا..أم ماليزيا..أم غيرهما،بل وتجاوزنا ذلك كأفراد حتى أن الأحلام لم تعد تفارقنا لا في اليقظة ولا المنام، وعشنا فيها بحرية وكرامة، وحصلنا على كل حقوقنا التي حرمنا منها في السابق، ورأينا فيها أيضاً تلاشي نظرة الاستحقار والازدراء والدونية التي كنا نشاهدها في عيون الشعوب لنا،و....و...,...الخ

وبينما نحن في هذا النعيم، بدأ الواقع المرير يعكر صفونا، ليجعلنا بين مد النور وجزر الظلام .. هذا كله طبعاً بعد أن أصبحت المبادرة السعودية واقعاً مفروضاً علينا،، وزادت نسبة النور لدينا عندما رأينا قيادات وطنية شريفة مشهودٌ لها بالنزاهة تقود زمام الأمور، ثم أصبحت مواقفنا حيالهم بالتدرج فمن الإشفاق عليهم إلى نقدهم حتى وصل بنا الحال إلى التذمر منهم، ومكثنا نتنقل بين تلك المواقف بعشوائية وبدون انتظام، تبعاً للواقع المُعاش وملابساته ، ولنسبة التفاؤل والأمل لدينا، كانعكاس لأثر الواقع الذي نعيشه.

في ظل هذه المتناقضات والصراعات والاضطرابات التي صاحبت هذا المخاض السرمدي ..إلا أن يشاء الله

فُرضَ علينا الاصطدام بالواقع المرير والاستفاقةَ على معضلة الزمان معضلة الكهرباء لا النووية بل بصورتها التقليدية التي نعرفها ونملكها، والذي يبدو أنه أصبح تجاوزها هو أقصى ما نتمنى ، وأقصى ما يمكن تحقيقه من كل أحلامنا وطموحاتنا التي جاوزت سقف واقعنا المغلوط.
ولذلك أيضاً أصبح لزاماً علينا التأقلم على العيش بعيونٍ صحوها سرمدي ،وتحمل آثار ذلك إلى أن يشاء الله..