الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣١ مساءً

لا بد من إصلاحات ثورية عاجلة

عبدالرحمن صادق الوحش
الأحد ، ٢٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
ثورة اليمن الشبابية الشعبية السلمية ، ثورةٌ فجر شرارتها الشباب واستمرت بتكامل و تكاتف كل شرائح المجتمع رجالاً ونساءً وأطفال ، شباباً و مسنين ، عمالاً و موظفين و عسكريين ، وأكاديميين و شخصيات اجتماعية .....الخ

كما أن الأحزاب السياسية لعبت الدور الأبرز في الثورة بعد أن انضمت للثورة ، وتحملت معظم الأعباء ، كما أنها أعطيت كل الصلاحيات ، و لهذا أيضاً فهي تتحمل كل الإخفاقات،و ينسب إليها الدور الأكبر في المنجزات التي وصلنا إليها...

ليس هذا هو موضوعنا ولكني عرّجت عليه لارتباطه الوثيق بما سنتناوله

فالمنطق يقول أن (كلاً ميسر لما خلق له) وهذا هو روح العمل المؤسسي الذي لكل فرد فيه س تخصص واختصاص ، فالأحزاب السياسية لها أهداف ولها آلية و وسائل لتنفيذ هذه الأهداف ، وهي بالتأكيد غير الوسائل التي يسلكها الشباب مع كل شرائح المجتمع ، فالأحزاب السياسية تسعى للإصلاحات عبر المسار السياسي و عقد التحالفات الداخلية والخارجية ، وعبر السلطة والحكم ، كما أن لهم نطاق محدد لا يستطيعون تجاوزه ، لان دورهم ينتهي عند هذا الحد وهذه النقطة ، لأنهم وحسب منظورهم سيخسرون أكثر مما يكسبون ، كما أنهم مرتبطون بعهود وعلاقات خارجية ، وعليهم ضغوط دولية لا بد لهم من التأقلم معها ، لهذا فإن الدور الأمثل للشباب و بقية المجتمع هو بالتحديد عند هذه النقطة ، التي تنتهي عندها فاعلية المسار السياسي و تبدأ فاعلية المسار الثوري ليكمل المهمة إكمالاً للتكامل و توزيع الأدوار ، الذي لولاه لما أنتجت الثورة ولما استمرت الإنجازات الثورية.

ولكن الظاهر أن هنالك خلط وخبط حقيقي ظهر مؤخراً في المسار الثوري الذي كان المفترض أن يظل منفصلاً نسبياً عن المسار السياسي ، وزاد الأمر وضوحاً بعد أن شكلت حكومة الوفاق وأصبحت الأحزاب السياسية هي جزء من السلطة و من نظام الحكم ، لذلك فلا بد من أطراف معارضة تمارس دور النقد البناء وتتحمل جزء من المسئولية في إحداث التغيير والمشاركة في الإصلاحات الشاملة

لأنه ومن غير المعقول أن يظل الساسة هم من يتصدرون المسار الثوري رغم أنهم في نفس الوقت يحكمون ، فهذه ازدواجية لا ولن تخدم الوطن ومسيرة الإصلاحات ، ولن تحقق الأهداف التي خرجت الثورة من أجلها ، لان الثورة من الممكن أن تستمر ولكن استمرارها سيكون كما تشاء السلطة ، لا كما يشاء الشعب

فمثلاً ثورة المؤسسات التي كان من المفترض تواصلها وتوسيع نطاقها من قِبل الشباب و المجتمع بأسره ، حسب أسس ومعايير موضوعية حقيقية لاجتثاث الفساد الذي خيم على المؤسسات الخدمية العامة بصفة عامة ومن دون انتقاء فكل فاسدٍ لا مكان له بيننا بعد اليوم.....

لكن وللأسف فإن ثورة المؤسسات اغتيلت عمداً عندما دخلتها مبادئ الانتقاء والمزايدة و المحاصصة ومقاضاة الأغراض بين أصحاب الخصومات الشخصية التي لا تستهدف المصلحة العامة بقدر استهداف المصالح الشخصية ، مما جعلها (ثورة على الطلب ) والقائمين بها مع اعتذاري ثوار على الطلب......

ولكن أملنا في الله كبير بان يصحُ الثوار من سباتهم ، و يواصلوا المشوار ، في ظل إستراتيجية واقعية وآلية حقيقية تسهل عليهم الوصول لما يريدون بدون وصاية ولا إدارة من أي طرف كان ، وترك العادات التي تعودوا عليها سابقاً من الركون على الآخرين ليقودوهم إلى أهدافهم ، فهم أدرى بما يريدون وأقدر على تنفيذ أهدافهم ، كما يقول المثل العامي ( صاحب الحاجة معنى بالطلب )

وترك جرع المهدئات و المسكنات التي أدمنوا عليها سواءً الحماسية منها أو التفاؤلية المفرطة لأنها كلها تندرج ضمن الأمراض الثورية ، كما أنها لم تعد مجدية ، عبر المنابر كانت أو بقية وسائل الإعلام ، لأنها هي الأخرى أصبحت تعطى على الطلب.