الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٣ مساءً

التخيل الابداعي المتميز ..؟!!

معتز الميسوري
الخميس ، ٠٥ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً
.كثير من الأعمال العظيمة كانت خيالا في عقل أصحابها قبل أن تصبح واقعا ملموسا في حياة الناس،فأعمال العقل بقصد التفكير والتخيل الإبداعي كان المورد الأول لكثير من الانجازات التي أفادت البشرية،وما فكرة الطيران الا من عباس بن فرناس حوله الى فكرة ثم حاول تطبيقها في أشهر محاولة للطيران عرفتها البشرية.

ويعتبر خبراء التنمية البشرية ان التخيل أقوى من المعرفة تستمد قوامها من الماضي،أما التخيل فيجمع بين المعرفة المتراكمة من الماضي والطموح الذي يجتاز الحدود الزمنية الى المستقبل،فبذلك تصبح قدرة الإنسان على تخيل شكل النجاح دافعا قويا لأدارك هذا النجاح. وقد اهتم علماء المسلمين بالتخيل وأطلقوا على الخيال لفظ الخواطر،وأطلقوا على عملية التخيل أعمال الخاطر وللأمام ابن القيم في ذلك كلام نفيس في كتابه الفوائد يقول رحمه الله: القلب لايخلو قط من الفكر أما في واجب أخرته ومصالحها،واما في مصالح دنياه ومعاشه واما في الوسواس والأماني الباطلة والمقدرات المفروضة.

وإجماع إصلاح ذلك ان تشعل فكرك في باب العلوم والتصورات بمعرفة بما يلزمك من التوحيد وحقوقه وفي الموت وما بعده الى دخول الجنة والنار،وفي آفات الأعمال والتحرز منها وفي باب الإرادات والعزوم ان تشغل نفسك بإرادة ماينفعك إرادته وطرح إرادة مايضرك إرادته.

والتخيل الايجابي طريق للأبداع في شتى مجالات الحياة من علوم وفنون وآداب،وهو أيضا طريق لتعزيز الثقة بالنفس ودفعها نحو النجاح.

يقول جون كيهو في كتابه قوة العقل في القرن الواحد والعشرين: ((يتمثل التخيل في ان ترحل بمخيلتك الى عالم ترى فيه نفسك في وضع لم تكن فيه من قبل،وان تتصور نفسك تقوم بالأشياء التي ترغبها أو تحقق النتائج المنشودة التي ترغبها بنجاح.

ويضرب كيهو مثالا على قوة التخيل في تعزيز الثقة بالنفس فيقول:انك ترغب في ان تكون أكثر ثقة بالنفس فلتلجأ الى التخيل،وتتصور نفسك متمتعا بالثقة،كما ترى نفسك تقوم بأشياء،وتتحدث الى أشخاص،وكل ذلك وأنت تتمتع بقدر كبير من الثقة،،وتتخيل نفسك في مواقف ومواضع تراها في واقعك عسيرة عليك،ولكنك ترى نفسك في عالم خيالك تقوم بها بسهولة وثقة وتؤدي فيها أداء حسنا،وقد تتخيل كذلك أصدقاءك ومحيط أسرتك وهم يلقون اليك عبارات التقدير والتهنئة على ماتتمتع به من ثقة أنت حديث العهد بها،كما تشعر بالرضا تجاه مايتمتع به من ثقة وما تستمتع به من الأحداث التي تقع لك نتيجة لتلك الثقة، كما تتخيل كل شيء يحدث أو قد يحدث لك وتحياه بذهنك وكأنه واقع تمر به الان.وهناك شرطان من أجل التخيل الناجح هما:

_تخيل هدفك دائما وكأنه واقع يحدث لك الان،واجعل الامر واقعا في ذهنك واجعله محددا بأدق تفاصيله وانخرط في الدور وعشه في ذهنك.

-تخيل هدفك على الاقل مرة في اليوم..تخيله بوتيرة يومية فالتكرار قوة.

واليك طريقة الانطلاق في تخيل ناجح:
-قرر ماترغب القيام به..اجتياز الامتحان الحصول على ترقية،الالتقاء بصديق جديد،ادخار قدر من المال،ان تكون على قدر اكبر من الثقة،ان تفوز في إحدى الألعاب الرياضية،ان تقوم بتأليف او كتابة عمل ابداعي جديد..الخ.

-عليك ان تقضي بعض الدقائق في حالة استرخاء،حتى يمكنك ان تشعر بالراحة التامة جسديا وعقليا.

-اقض من خمس الى عشر دقائق يوميا في تخيل الواقع الذي تنشد تحقيقه.

وقبل هذا كله يفضل ان تجدد نيتك لله..ان تكون ماتريد التفكير فيه وتخيله عملا نافعا للمجتمع وان تتوضأ وتصلي ركعتين تسأل الله التوفيق.

-وينصح التخيل الحر المتدفق: عليك ان تسمح للأفكار والصور بأن ترد الى ذهنك،وان تذهب عنك دون ان تتخيرها متعمدا مادامت تعبر عن نتائج ايجابية لما لديك من أهداف.

واما في حالة التخيل الدقيق: لابد لك فيه ان تشكل بذهنك الصور الدقيقة والمحددة وكذلك المشاهد التي ترغبها،وتتبع الصورة التي رسمتها بشكل مسبق وتمررها بذهنك أكثر من مرة.

بقايا خبر..//
لابد ان تتدرب على هذين النوعين من التخيل وان تتذكر ان مفتاح الحل هو الممارسة،ذلك ان معظم الأشخاص يجدون صعوبة في المراحل الاولى للتخيل،ولن تقوم أذهانهم برسم وتخيل المشاهد التي يرغبونها،لكن لاتقلق ان حدث ذلك فليس من الضروري ان تكون الصورة كاملة ومتقنة.وايضا سوف تندهش حين يبدأ عقلك بشكل تدريجي في توليد الأفكار وتصوير المشاهد التي تتخيرها له،فنتائج تخيلاتك تتحقق حين تنطبع الصورة بذهنك مرارا وتكرارا لعدد من الايام او الأسابيع او الأشهر الى ان يتحقق هدفك المنشود.