الرئيسية / كتابات وآراء / عزيزتي نوفاك ..الصوت ضرورة ولكن الضجيج مشكلة

عزيزتي نوفاك ..الصوت ضرورة ولكن الضجيج مشكلة

د. أحمد عبيد بن دغر
الأحد , 01 يناير 2023 الساعة 12:00 صباحا
عزيزتي جين نوفاك
أتابع ما تكتبينه عن اليمن عن كثب وبصمت ، ولا أشك للحظة بأن قلمك جميل ولكن فكرك يكاد يفتقد لمقومات الفكر العميق والبعد النظري السياسي وخاصة عن بلدي الحبيب اليمن

لست هنا لكي أحاربك بصمت، بل لكي أرد عليك علناً وبقلم يمني أصيل عاش بعيداً عن الوطن ولكن الروح لازالت تسكن كل شبر من أرض أحمل منها أصلاً وجذوراً ومسقطاً لرأسي.


من ناحية أخرى عزيزتي ليس خطأ أن تُصدر آراؤك أصواتاً ولكن عندما يتحول هذا الصوت إلى ضجيج فعلينا هنا التوقف لكي نوقف هذا الضجيج لأمخ ياعزيزتي لا ينقصنا ضجيجاً، فقد أًصبنا بالصمم من تردداته النشاز على مسامعنا وأصبحنا لاننام ولا نصحو إلا بسماعنا هذه السيمفونية المزعجة من قبل المزعجين أمثال معارضتنا الكريمة !!!!


عزيزتي نوفاك


لقد سخرتِ قلمك هنا لكي تنفضين عن وجوهنا غبار السلبيات وهذا طبعاً ليس عيباً ولكن فرشت غطاءً أسود قاتماً عليه وجعلت من قلمك ينثر حبره الأسود على أرض اليمن البيضاء أرض الحكمة والحضارة التي هي منبع وأصل كل العرب لتتركي بقعاً سوداء عليها والمطلوب منّا أن نشكرك على هذه البقع والعلامات المميزة والمتميزة ونؤرخها في كتبنا لكي تدخل التاريخ من أوسع أبوابه..


ولكن قلمي هذه المرة سيزيلها لأنني أيضاً نذرت أن أسخر قلمي لكي يكون الجانب المضيء والمشرق والذي أسدلتِ عليه ستاراً غير مخملي وجعلتٍ من اليمن شعباً وحكومة وأرضاً عبارة عن وطن يسكن خارج الكوكب الأرضي لتأتي إلينا محللة سياسية أمريكية لتنتشلنا من الضياع ومن مستنقعات الفقر بقلمها وفكرها الذي لن يزيدنا الا فقراً وتشتتاً وتفرقة- نحن في غنى عنها ..

المعارضة اليمنية التي تدافعين عنها وتتغنى بمقالاتك ضد الوطن والتي تسبح في تيار عدائي للسلطة والوطن ماهي الا صوت يترك ضجيجاً أصابنا بصداع مزمن ولكن ياعزيزتي لايترك أثراً يذكر لسبب بسيط هو أن المعارضة الكريمة تطالب بالديمقراطية وهي لا تعرف معنى الديمقراطية حتى تمارسها


عزيزتي نوفاك: المعارضة تشيد بك وجعلت منك المنقذ وبوقاً لها في توصيل رسالتها للعالم وبأننا في اليمن لانعيش ديمقراطية حقيقية ..نعم عزيزتي لا نعيش ديمقراطية بمعنى ديمقراطية إن قورنت بديمقراطية بلادك الأمريكية لأننا وبصراحة لازلنا نرضع من ديمقراطيتكم ولازلنا نتعلم كيف نطبقها لا أن نقلبها رأساً على عقب لنتحول إلى أمريكان وننسى بأننا عرب ..


ياعزيزتي، المعارضة التي تطبل لك وأنتِ ترقصين على أنغامها لم تهاجمك عندما هاجمتِ السلطة وشتمتِ الحاكم وسخرتِ نفسك وقلمك مشكورة في أداء مهمتك التي لا نعرف الهدف منها في الباطن ونحن لازلنا في أول سلم التطور والديمقراطية التي ننشدها ونحلم بها ونحاول تحقيقها ولكن برؤية عربية وأسس ومفاهيم صحيحة وثابتة..


ولكن من جهة أخرى كمفهوم؛ الديمقراطية عند أحزاب المعارضة هي محاربتي أنا كمواطنة يمنية من أب وأم يمنيين تنحدر أصولهم من أرض الأصالة حضرموت الدان تتهمني فيها بأنني مغتربة لا أعرف عن أحوال البلد -كمن يعيش فيها ولا يحق لي الكتابة لمجرد أنني مغتربة ولكن رحبوا بك كأمريكية ونصبوا لك المسرح لكي تسرحين وتمرحين فيه وتؤدين كل الأدوار التي تناسبهم بغض النظر إن كانت صحيحة أو مانقل اليك من أخبار ووقائع مزورة هي الحقيقة بعينها وهذا كله تحت اسم الديمقراطية التي تتهميننا بعدم تطبيقها لصالح المعارضة التي حملتك على أكتافها وهتفتِ باسمك وقلمك فأكملتٍ أنتِ مسيرة الدق على طبول الغم والهم ضد بلدٍ وشعبٍ لا ينقصه الا "جين نوفاك" لتزيده تفرقة وتشرداااا..



عزيزتي "نوفاك"

أعداء اليمن كثيرون مثل أعداء أمريكا ولكن الفرق بين أمريكا واليمن أن بلدك تصنع الهجوم والدفاع بشعبها وأهلها وناسها بيد واحدة متكافئة
أما نحن في اليمن -الدولة الفقيرة التي تعاني الأمرين -نشن حرباً ضد بعضنا البعض وننسى همومنا الأصلية وتأتين أنتٍ في الآخر لتشعلي ناراً وتنفثي سموماً من خلال أنبوب سام من الأخبار الكاذبة تسرب إليك، وما عليك إلا أن تفجري قريحة التحليل السياسي من رأسك لتكتبي وتتخصصي في مسح اليمن أرضاً وحكومةً وشعباً، ودوري هنا أن أزيل هذه البقع التي شوهتِ بها أرض اليمن لكي أثبت لك بأن الشعب واليمن ليسا تابعين ولن نكون، نعم نعاني الفقر ونعاني البطالة ونعاني أموراً كثيرة، لأننا وببساطة من دول العالم الثالث، ولكن لماذا نرى في شوارعكم في مدينة منهاتن الراقية بوسط نيويورك، المتسولين والهومليس والمشردين على الشوارع نائمين في سابع نومة ولم تتحدثي عنهم ولم تكلفي نفسك عناء التحدث عن ظاهرة من المفروض ان لا نشاهدها في دولة متقدمة كأمريكا تقبض بيدها اليمنى العالم العربي وتحركه متى شاءت وتطلبين منا أن نطبق الديمقراطية ونعالج الفقر التي لازال فيها شعوب أمريكا يأكلون من الفضلات التي يرميها المارة في الشوارع..


أتمنى عزيزتي أن تعيدي حساباتك مع نفسك ومع تحليلاتك وأن تكتبي بقناعة ولنختلف ولنتحاور فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولكن على أن تكون هناك قضية تؤمنين بها كمحللة سياسية ولاترددين مايرددونه ببغاواتنا المعارضين في ساحات خالية لايرفع شعاراتها إلا الذين نسوا أو تناسوا بأنهم في عصر الحكم الإمامي والاشتراكية الشيوعية يقبعون كالنساء في منازلهم وبكلمة عابرة: قد أصبحوا في عداد الموتى .

والآن عندما أُعطيت لهم الحقوق والحريات الصحفية وتشكيل الأحزاب المعارضة أصبحوا يحولون مطالباتهم الغير وطنية إلى أصوات تحولت إلى ضجيج لايجدي نفعاً، بل يزيد الأمر تعقيداً وليس هذا هو مانسعى إليه بل السعي لمصلحة الوطن قبل أن يتقاتل أحزاب لا نعرف من أهدافهم غير الوصول إلى السلطة وبأي ثمن وبعد ذلك سينظرون الى الشعب ومطالبهم ولكن الأهم هو الوصول إلى الكرسي.


فيا ليت يكون لك خط خاص وهدف معين وقلم أمين وصادق لكي نقرأ ونقتنع بما تكتبينه واقنعي أولاً وأخيراً نفسك به حتى نكون في الساحة واحة لعقول تفكر ثم تكتب ثم تغير لا أن تكتب ثم تفكر والتغيير لن يحصل إطلاقاً.


اعتبري مقالي هذا افتتاحية بسيطة لعدة مقالات قادمة ومقبِّلات لفتح شهيتك على الكتابة ولنتقاسم الدور بعدها سأكون فيها هنا السيف المسلول لبلدي اليمن سأنتقده وسأدافع عنه ولكن لن أعطي لأي أحد فرصة بأن يجعلنا عبارة عن أصنام وأراجوزات نقول مالا نريد ونفعل مالا نقتنع به ونصفق له كالبهلوان في مسرح خالي نحن فيه كالأشباح ..


فلا تبتئسي عزيزتي من مقالي فيشرفنا أن تكوني إحدى محللي اليمن السياسيين وما أكثرهم( اللهم زد وبارك) ولكن لا تغردي خارج السرب بل كوني معنا وضدنا ولكن على نفس الخط وعلى قضايا تحتاج الى علاج وليس الى هلاك ونفاق وتفرقة فيكفينا مابنا ومافينا ولا تزيدين الطين بلة وتجعلي من صوتك ضجيجاً لن يترك صداه إلا في رؤوس من أدمنوا الصراخ ولن يندم غيرهم لأن اليمن ستظل عزيزة وشامخة ولازال أبناؤها بخير وعقولنا لازالت تفكر وتفكر حتى نقول للعالم هذا هو اليمن الجديد اليمن السعيد من صنعاء الى عدن ومن صعدة وتعز إلى حضرموت والمهرة..


ومن أراد أن يخدمنا ويخدم بلدنا فليحمل قلماً نظيفاً وعقلاً راقياً لا أن يحمل خنجراً ويطعننا من الخلف ويعطي لنفسه الحق في أن يطهرنا في نظره من الوساخات قبل أن يطهر نفسه بنفسه فهنا ستكون الحالة مستعصية فسنحتاج جميعنا الى محلليين سياسييين من خارج الكرة الارضية لنعيش على سطحها كائنات فضائية تطير بلا جناح. ولا تنقصنا أجنحة عزيزتي ولا ينقصنا طيران ولا ينقصنا التسبيح بحمد الديمقراطية فقد حان الوقت أن نطبقها لنعيشها على أجمل صورها لا أن نرفع لوحة يكتبها لنا غيرنا بعبارة ممنوع العبور ويقوم هو بنفسه لاختراق القانون ويقرر العبور ونحن ننتظر على الجهة الأخرى أوامر لا نعتز بها كونها تمسٍ بيئتنا وعروبتنا وأصالتنا التي نفتخر بالانتماء اليها بغض النظر عن فقرنا، فالنفط لا يشتري أصولاً ولا عروبة ولا حتى ديمقراطية القرن الواحد والعشرين..

فهل لي أن أجد جواباً لكل تساؤلاتي ياسيدة نوفاك ؟
أم أنتظر حتى تصدر أوامر عليا بالأفراج عن الديمقراطية اليمنية بعقلية أمريكية جينية نوفاكية ؟

(ورحم الله يمنيا معارضا عرف معنى الديمقراطية وطبقها على رؤوسنا وبعدها ألف رحمة تنزل علينا !!).