الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٣ صباحاً

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
ما يجري اليوم في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية من تداعيات مؤسفة تنذر بشر مستطير وأخطار رهيبة وإنني ابتداء أحمّل سلطة الاستبداد والفساد الحاكم في بلادنا من قمة رأسها إلى أخمص قدميها أحملها مسئولية ذلك وهي المتهم الأول والأساس والرئيس في كل ما حدث أو مازال يحدث من إفرازات سلبية قاتلة لكونها جعلت من الوحدة مطية لتحقيق أغراضها السيئة إذ ألغت شركاء الوحدة وأفرغت محتوى الوحدة من مضامينها الحقيقية أو ما كان يجب أن يتم عبرها ومن خلالها من تحقيق للعدالة والمواطنة المتساوية وضمان الحقوق من حريات ونحوها وحمايتها وتحقيق للنظام الديمقراطي الصحيح والتداول السلمي للسلطة وهلم جرا، ثم بممارستها التعسفية وسياستها الرعناء وتدابيرها الإقصائية واستبدادها بالأمور وتجيير كل مقدرات البلاد والعباد لحفنة قليلة من المتنفذين وبفسادها الذي أزكم الأنوف وكانت المحصلة النهائية لكل ذلك هو ما تشهده البلاد من أقصاها إلى أدناها من اختلالات فظيعة وانكماش اقتصادي مريع وتدهور مهيل في الخدمات الأساسية والبنى التحتية وفقر عام وشامل وغياب العدالة والمواطنة المتساوية.

وما يجري في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية اليوم ما هو إلا نتاج طبيعي لسياسة السلطة تلك التي تحدثنا عنها آنفاً وهو الذي يعم جميع المحافظات دون استثناء فلماذا إذاً يحصره بعض الإخوة في المحافظات الجنوبية والشرقية ولماذا يحمّل بعض الإخوة وزر ذلك جميع أبناء المحافظات الشمالية والغربية من جانب ولماذا يحملون (الوحدة) وزر ذلك من جانب آخر، وهل هذا يتوافق مع ميزان الشرع الحكيم الذي يأمرنا بقوله تعالى: (... فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) «النساء:59».

وميزان الشرع في هذا الجانب معلوم وواضح وهو أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، كما ورد هذا في أكثر من ثلاث آيات في قرآننا الكريم.

فهل لنا أن نزن الأمور بميزان الشرع ونحكمه في ما يجري من تنازع؟