الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٣ مساءً

النظام ,,,, وكارثية بقائه

عباس القاضي
الخميس ، ٢٢ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٣٤ صباحاً
تدور الكثير من المناقشات عبر الشبكة العنكبوتية, تصف فيها حالة الفوضى والانفلات الأمني في بعض المناطق , أنها ناتج عن الثورة, متناسية الوضع الذي كان, قبل قيام هذه الثورة المباركة, والذي نعرف تماما أننا عندما خرجنا , لم نخرج لنزهة , أو سياحة في جزر الكاريبي,, نحن خرجنا من فُرُشِنا ومخادعنا نفترش الأرض ,نتوسد الأرصفة ونلتحف السماء, كل منا يدرك أنه ليس في مأمن من رصاصة حذقها قناص , تدرب عليها في مؤسسة عسكرية أو أمنية, هذه الرصاصة هي من قوت الشعب, تَعُودُ عليه لتجهز على ما تبقى منه من بقايا روح, وتهرق دمه على قِلَّتِها, قاسينا فيها جميع الظروف, بردا وحرا شمسا ومطرا.

والمتابع لما كان عليه الوضع قبل قيام الثورة, يدرك حجم المغالطات والتشويش على قناعات الناس بأهمية الثورة, فيا هل ترى, كيف كان الوضع؟

ستة حروب في صعدة, حصدت الرؤوس من المواطنين, ورجال القوات المسلحة, دكت البيوت فوق ساكنيها وأنهت البنية التحتية من مدارس, ولم تحترم حتى المساجد, وأدخلت دولة الجوار الكبرى في حرب لم تكن,, لولا محاولة الابتزاز التي تَعَوَّدَها النظام من البعيد قبل القريب, أصبحت فيها السيادة اليمنية في مهب الريح, والمتابع لهذه الحروب يحتار بعدم وجود سبب مقنع لبدايتها, ولا منطق لنهايتها, حتى علاقة النظام مع هذا الخصم يستعصى على المحللين السياسيين , فضلا عن الإنسان العادي, خصم مدلل يتعاونان بحصد الأرواح وإزهاقها, في كل مرة تبدأ الحرب بتصريح وتنتهي باتصال هاتفي , وبين كل حرب وحرب يقوم الخصم بحصد ما تبقى من أبناء المنطقة, الذين كان لهم موقف مشرف للوطن تحت صمت الدولة.

فإذا بقي النظام ولم تقم ثورة ستقوم حرب سابعة وثامنة,,, حتى ينال الخصم ما يريد, يعني سقوط خمس محافظات بأيديهم.
أما في الجنوب فقد بدأ الحراك سلميا منذ أربع سنوات بمطالب حقوقية, بدليل اعتراف النظام بهذه المطالب بإعادة المبعدين على ذمة حرب صيف 94, ولكن تم هذا الإجراء بعد تعسف و نزيف دم وارتفاع سقف مطالبهم, بمعنى عدم التعامل بحكمة مع هذا الملف زادت نبرتهم ضد النظام حتى وصلت إلى المواجهة بل وخلط الأوراق حيث أصبحوا لا يفرقون بين النظام وأبناء الشمال.

فإذا بقي النظام ولم تقم ثورة معناه انفصال.
أما ملف القاعدة, فقد تعامل النظام معه بريبة وشك, حتى أصبح المواطن العادي يتساءل عن طبيعة العلاقة بين النظام والقاعدة, يأخذ الدعم المادي والعسكري لمحاربتهم وبنفس الوقت ينمون بشكل مخيف, وتزداد رقعة تواجدهم, بأخطاء مقصودة أو غير مقصودة من الاستخبارات وتمكين طائرات أجنبية بقصف ابرياء, مما يجعل أهالي الضحايا ينضمون لهذه الجماعات, بدافع الانتقام, فيستغلهم النظام لصالحهم.

فإذا بقي النظام ولم تقم الثورة ,معناه أن تكون جبال اليمن بديلا لأفغانستان.

بهذه الملفات الثلاثة فقط على كثرة الملفات كالفساد والمحسوبية وتبديد الثروات والتوريث,,,,,,, ندرك أهمية الثورة وتعطينا صورة لكارثية بقاء النظام, على الشعب اليمني.