الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً

عن الحوار كوسيلة ناجحة لمعالجة قضية القاعدة

محمد مصطفى العمراني
الخميس ، ٠٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:١٥ مساءً
في الأيام الماضية شهدت عدة مدن كالمكلاء والبيضاء وصعدة وأبين هجمات انتحارية نسبت للقاعدة خلفت مئات القتلى والجرحى وأثارت المخاوف والتساؤلات عن توقيتها والجهة التي سهلت لها وعن أهدافها وأكد كثير من المحللين السياسيين والمتابعين والباحثين أن هناك تواطؤ من قيادات عسكرية محسوبة على نظام صالح ودعم وتسهيلات وذلك ليتمدد نشاط القاعدة كما هدد صالح من قبل ولإثارة الفوضى والمشاكل الأمنية حتى يصبح الأمن والأمان مطلب جارف للثوار في الساحات وللمواطن العادي وتتراجع المطالبة بهيكلة الجيش وكذلك لإرباك الرئيس الجديد وحكومة الوفاق وتعطيلها عن القيام بواجباتها الكثيرة والهامة وأولها عملية هيكلة الجيش وإقالة أقارب صالح منه فهذه الهجمات الدامية التي نستنكرها بأشد العبارات وأفصح الكلمات تهدف عائلة صالح من ورائها إلى تعزيز القناعات الأمريكية والدولية بضرورة بقاء أقارب صالح في قيادة وحدات من الجيش لمحاربة القاعدة ومكافحة الإرهاب وخلق رأي عام يدعوا لمواجهة القاعدة عسكريا ووضع حدا لها بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها بحق الجنود في أبين أي أن عائلة صالح تهدف من وراء هذه الهجمات التي سهلت لها وتواطأت مع العناصر التي قامت بها تهدف إلى الإبقاء على أقارب صالح في المؤسسة العسكرية ولو على حساب أرواح الجنود وحياتهم ...

للقاعدة قدرة كبيرة على حشد شباب متحمسين من مختلف أنحاء العالم كما أن لديها مبررات كثيرة تستطيع أن تقنع ألاف الشباب الذين يربطون على بطونهم الحجر ويعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله ويمتلكون شجاعة قال عنها العميد الصوملي:( لو كنت أمتلك جيشا من شباب القاعدة لغزوت بهم العالم ) فمن مبررات القاعدة التي تقنع شبابها أنهم يواجهون الوجود الأمريكي باليمن الذي أصبح تحت الوصاية الأمريكية والدولية وشبه محتل وكذلك مواجهة القوات التي دربها الأمريكان وتعتبر بمثابة أذرع عسكرية لهم كقوات مكافحة الإرهاب والحرس الجمهوري والأمن المركزي الذي قتلوا شباب ساحات التغيير وغيرها من المبررات ..

لدي قناعة يؤمن بها كثيرون وهي أن الوسيلة الناجحة لمعالجة قضية القاعدة هي الحوار معها وليس المواجهة العسكرية وهي إستراتيجية يمنية ناجحة كان اليمن يفاخر بها وكان القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف الأسبق رئيسا للجنة الحوار مع القاعدة يجوب الأقطار ويحاضر وينضر للحوار وهي ما زالت قناعته بها ولكن يبدو أن هناك ضغوط أمريكية ستدخلنا في حرب ضروس يدفع ثمنها المواطن والوطن وستدخلنا في مغامرة مجهولة النتائج مع شباب متحمسين يطلبون الموت ولا يبالون بالأرواح وإزهاق الأنفس فلا بد من الحوار لترشيد حماس هؤلاء الشباب وحقن الدماء ولتجنب اليمن الفخ والشرك الذي نصبه صالح وبقايا نظامه للسلطة الجديدة التي يجب أن تتفرغ للتنمية والحوار الوطني كما أن ما حدث في رداع من حوار لعقلاء المنطقة مع طارق الذهب تم بموجبه إخراج أخيه نبيل من السجن والوعد بتشكيل لجنة من أبناء المنطقة "أهل الحل والعقد" وكفى الله به الناس بهذا الحوار شر القتال وما حدث في رداع من وجهة نظري نموذج يصلح للبناء عليه ...

الدخول في مواجهة عسكرية مع القاعدة لن يستفيد منه سوى أصحاب المشاريع الصغيرة كأقارب صالح والحوثيين والأمريكان الذين سيغدو اليمن بالنسبة لهم كأفغانستان ووزيرستان يسرحون فيها ويمرحون وأقارب صالح سيفرضهم الأمريكان في قيادة بعض الوحدات لمحاربة القاعدة وسيكون بقائهم على حساب أرواح الناس وأمنهم ومستقبلهم وبهذا يقولون للثوار بلسان الحال نحن باقيين رغم أنوفكم وبهذا يضربون عصفورين بحجر يبقون في مناصبهم وينتقمون من الشعب ويعطلون عملية التنمية والاستقرار والانتعاش الاقتصادي والاستقرار الأمني الذي ينشده المواطن حتى يأتي يوم يترحم فيه الناس على أيام صالح والحوثيين من جهتهم سيتوسعون ويبتلعون المناطق منطقة منطقة بعد أن خلى لهم الجو وانشغلت السلطة بمحاربة القاعدة ...

المواطن اليمني أنهكته الأزمات وأرهقته تداعيات الأحداث ويريد الاستقرار والأمن والتنمية والحوار مع القاعدة هو أمر حتمي من وجهة نظري فتحقيق نصر حاسم وسريع على القاعدة أمر مشكوك فيه لأمور عديدة ولم يستطع إنجازه حلف الناتو بأفغانستان وهم اليوم يستجدون طالبان للحوار معهم وطالبان ترفض والسلاطة في صنعاء كانت قد أبدت الحوار مع القاعدة ووضعت شروطا والقاعدة وضعت من جانبها شروط ولم تنجح المفاوضات بسبب التدخل الأمريكي في الموضوع وإصرار القاعدة على شروطهم فكيف نحاورهم لتنجح الانتخابات ولا نحاورهم من أجل البلد وحقن دماء أبنائه وأمنه واستقراره ؟!!

لقد أستمعت قبل أيام للقاضي حمود الهتار وهو يجيب على سؤال لمذيع قناة الجزيرة عن الحل في قضية القاعدة فأجاب: أن الحوار والمعالجة الفكرية تمثل الحل الوحيد لقضية القاعدة وأكد أن اليمن منذ ثلاث سنوات لم تشهد عملية للقاعدة بسبب الحوار مع شبابها فلما تبدلت الأستراتيجية الرسمية تجاهها جاءت المشاكل كما أستمعت للباحث الأستاذ علي سعيد غبيد وهو متخصص بظاهرة القاعدة ولديه كتاب عنها سمعته في مداخلة هاتفية لقناة السعيدة يتساءل بحرقة: أين علماء اليمن والدعاة لماذا لا يحاورون شباب القاعدة ويحبطون مؤامرة صالح وأقاربه وأمريكا من وراء القاعدة ؟!!

فيا ليت رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يختصر الطريق ويرفض الضغوطات الأمريكية التي ستلقي بالبلد في نفق مظلم يعلم الله متى يخرج منه ويشكل لجنة من كبار العلماء يتولون الحوار مع القاعدة ويفهمونهم بأن تطبيق الشريعة التي هي مصالح للناس لا يأتي بقتل الجنود وإقلاق السكينة العامة وضرب الأمن وسنجد ثمار كبيرة للحوار ومبشرة وسينسحب بموجبها أنصار الشريعة من المدن التي سيطروا عليها ويفرجون عن الجنود المختطفين لديهم وغيرها من الثمار التي لن تأتي إلا بالحوار فدعونا نختصر الطريق ونجنب بلدنا الدخول في دوامة حرب جديدة مع أنصار الشريعة أو القاعدة كي نقطع الطريق على مخططات أقارب صالح والحوثيين وأمريكا ولكي تتفرغ السلطة برئاسة هادي والحكومة لهيكلة الجيش وللبناء والإنجاز وتحسين معيشة المواطن وتحقيق الأمن والاستقرار وللحوار الوطني وتحقيق بقية أهداف ثورة الشباب السلمية ...اللهم هل بلغت اللم فأشهد .....