الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٠ مساءً

طلابنا.. اسمعوا وأنصتوا .. الدولار محرم !

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - محمد أحمد الصنعاني *:

في البداية نحمد الله أن أخرجنا من بلاد الهم والحسرات، التي بثت فيها الحكومات الجرع والفقر والأزمات، ونحمده لأنه نزع الرحمة والشفقة من قلوب الرؤساء والبشوات، وجعل الجرع القاتلة من المنجزات، نحمده سبحانه وتعالى عدد ما اقترفت حكومتنا من السيئات، وعدد ما خلقت من الكوارث والنكبات، والفقر من أعظم المشاريع والخدمات، وجعل شراء الدقيق والسمن والحليب من المعجزات، وعدد ما نزل على المواطن من الرصاص والطلقات، وعدد ما سرق المسؤولون من الأموال والثروات، ونشكره سبحانه وتعالى شكرا عدد ما دخل المحاكم من الرشوات، وما دخل من الإدارات من العشوائيات، وعدد رجال الأمن والمرور التي تطلب الصدقات!؟ وعدد الشحاذين والمتسولين والعاطلين في الشوارع والجولات، وعدد المتعطلين من حاملي الشهادات، فحسبنا الله ونعم الوكيل من هذه الأهوال والصراعات، والشياطين وما لها من خطوات. ونعوذ بالله يا زملائنا من شرور دولتنا وسيئات وزرائنا وأطماع الفاسدين والرضوات \"ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما عدد ما حل بنا من المصائب والنكبات، والأوجاع والصدمات، وعدد الأيام والسنوات التي عشناها في الظلمات لا كهرباء ولا ماء ولا بمبات، وعدد الشاشات والقنوات وما يبث فيها من الأفلام والأغنيات، وما حواها من الرقصات والأخبار والنشرات، وما تلاها من المسلسلات والحلقات والبرامج والسهرات، ثم أما بعد – طلاب اليمن الدارسين بأرض الله في الداخل والخارج أوصيكم ونفسي بتقوى الله والصبر والثبات على هذه الألعاب والحركات- وقولوا لأبناء شعب الشمة والقات أن الريال قد مات وأن الاقتصاد في سكرات الممات والشعب محسوب من الأموات، وكل ما هو آت آت فساد وسرقات مصاعب وعقبات جروح وطعنات دموع وصرخات صراع وضربات ضياع وعثرات غلاء وبطالات بلاء ونكسات، وهيهات هيهات أيها الناس لابد من التضحيات وإنهاء عهد الفرقة والشتات وإشعال الثورات والقضاء على الحشرات التي تأكل الخيرات وتمتص الثروات، وبدون أي تخريب عند المسيرات فلا تهاجموا المحلات وتقتحموا المباني والمنشئات، ولا تكسروا الأشجار والسيارات وتنهبوا حقوق المواطنين والممتلكات، فهذه الأعمال تخريب ونثرات وانتهاك للحرمات فلا ترفعوا أيديكم إلا على اللصوص والحضرات المتسلطين على القروش والدولارات، ولا تخافوا من المدافع والدبابات، والأطقم والنجدات فإن أخواننا وأبناءنا الجنود في الألوية والمعسكرات هم أول من يريد تغيير السلطات وما هي إلا لحظات وينتصر الشعب وتنتهي المآسي والفوضات فإرادات الشعب مع أولي العلم أقوى وأعظم بطشا من الصواريخ والطائرات، أيها الناس إنكم تحلمون باللحوم واللبن وتوفير الخبز والأمن والسكن من صنعاء إلى عدن ومن مأرب إلى تبن أما يكفيكم أن المسئولين يأكلون بالمليون ويشربون بالكرتون أما يكفيكم أن حكومة الثورة باليمن قد قامت بتقسيم خيرات الوطن قسمة عادلة ما بعدها إلا القبر والكفن وهذه القسمة هي أن يشربوا بالبراميل والشعب يشرب بالمشن؟! وكل هذه الفضائح والمحن لمن لمن لأجل اليمن يا إخواننا الطلاب لماذا تطلبون الرحمة والدولة قد نشرت الفساد والظلم والجرع والنقمة في كل سهل وقمة وقالت أنها بريئة من هذه التهمة والشعب والحمد لله في نعمة فالمواطن يبحث عن اللقمة والعسكري يبحث عن الكدمة وإذا تبقى في جيب المواطن قيمة الشمة فالشرطة والأمن تحت الخدمة، ومن جاع وسرق القرمة داخل البرمة فاصمتوا واتقوا الله فغيركم يعجز عن قول الكلمة وانتم ما زلتم إذن بخير ونعمة.


* جامعة القاهرة - كلية الطب