السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٤ صباحاً

عبد العزيز الخاطر : إنسان الخليج النفطى.. الريع يستمر فيما انسانه يتلاشىء

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - عبد العزيز الخاطر:

الشخصية السائدة في مجتمعنا الخليجي اليوم نتاج الحقبة النفطية ، وهذه الشخصية مهددة بالفشل والسقوط لعدم مواكبتها للمتطلبات التنموية التي يشهدها العالم حالياً والمصاحبة لتراجع دور الدولة الشمولي في النشاط الاقتصادي لصالح القدرات الفردية وقطاع الأعمال في تحريك الاقتصاد القومي ، هذا الفشل وذلك الإخفاق سيعود على المجتمع بانتكاسة ما لم يعاد هيكلة هذه الشخصية بما يتلاءم مع تلك المتطلبات . والطريف في الأمر أن إنسان فترة ما قبل النفط في الخليج العربي على وجه الخصوص كان إنساناً منتجاً ، إلا أن هذه الإنتاجية تراجعت في الجيل التالي بشكل تدريجي وبصورة عكسية مع ازدياد العوائد النفطية لتصبح اتكالية عمياء على تلك العوائد .
لا عيب في الاستمتاع بالخيرات ولكن كان من الأجدر التركيز وبصورة أكبر على استثمار تلك العوائد والفوائض على شكل موجودات رأسمالية أكثر منها كونها هبات وإنفاق استهلاكي ، وتوسيع دائره تملكها بالوسائل الاقتصاديه المعروفه . فالخليج جزء من العالم والتنمية البشرية أصبحت أهم ركائز العملية التنموية فلابد من تقدم مفاهيم جديدة على حساب مفاهيم أخـرى سادت أثناء مرحلـة التورم بالريـع النفطي ، ولابد من التركيز في التربية والتنشئة الاجتماعية على الإنتاجية والعمل والإخلاص ويأتي كذلك دور الدولة كموجه من خلال ربط الدخل بالإنتاجية وجعلها العامل المحدد للحراك والتدرج الاجتماعي ولكي يصبح نصيب الفرد من الدخل القومي معياراً أكثر دقة للعملية التنموية لابد أن يصاحبه رقابه في توزيع الثروة كما تشير المؤسسات الدولية ذات الشأن . ولعل انشاء الجهات الرقابيه فى دولنا الخليجيه وبالذات دولتنا الحبيبه بداية لتوجه محمود فالقرن الحالي هو قرن الاقتصاد الإنتاجي من الضروره بمكان أن يتحول الاقتصاد الخليجي من الريعية الى الإنتاجية لنضمن له الاستمرارية والمنافسة ، من هنا تكمن أهميـة إعادة هيكلـة الإنسان الخليـجي بشكل عام على أسس جديدة ، ومن اهم مرتكزات هذه الهيكله اعداده للمنافسه وتاهيله وليس ايجاد البديل السريع الجاهز من الغير .فعلى المدى الطويل لابديل عن المواطن بغير هذه التوجه وذلك التوجيه من الدولة سيحصل انفصام حقيقى بين الريع وقدرته على احتضان الشرائح التى كان يغطيها قبل التغير الكيفى التى تمر به البلاد الامر الذى حفظ ويحفظ الاستقرار فقد تتلاشىء طبقات او تنزوى لعدم قدرتها على المنافسه التى من الاصل لم توضع لها اسس واضحه وسليمه كما لا يمكننا الخروج من ثقافة القشور الكاذبة الى ثقافة أخرى كيفية إنتاجية تضع الأمور في نصابها الصحيح وتعرف أهمية العمل كأساس للبقاء والسيادة والاستقلالية أخذ الدولة بيد المواطن الى مواطن الاستثمار بإشكالها وعلى رأسها البورصات توجه محمود ولكن هذه البورصات بحاجة هي أيضاً الى الاستقلالية أكثر بحيث يستطيع هذا المواطن من الاستفادة الحقيقة منها وبشكل أكثر اطمئناناً وثقة . وكل ما اود الاشارة اليه أن التحولات الكبرى التي نشهدها تتطلب مواطنين معدين ومدربين وموثوقا فيهم لااكثر فهم ابناء من عاش على اقتصاد الكفاف حاملين على ضهورهم كل القيم الانسانيه النبيله باذلين حياتهم رخيصه من اجل بلدهم ومعتقداتهم ، مسؤولية الدوله فى خليجنا كبيره اليوم خاصة وان الدساتير جميعها تنص على ان المواطن هو ركيزة الاستثمار الاولى فلكى لا نصحو على سراب الاغواء النفطى يوما ما لابد من تحويل هذا المواطن وتحويره ليصبح مالكا للمعرفه مفصحا عن الحقيقه واثقا من وضعه .لايخشى يوما تتقلب فيه القرارات طالما كان مؤمنا بتاريخه على هذه الارض وبحبه لقيادته التى اخلص لها اباؤه واجداده من قبل.