السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٨ مساءً

لقاء خاص مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
موسى النمراني:

فجأة وجدت نفسي واقفا أمام الرئيس وجها لوجه في ديوانه الخاص .. كان معنا القليل من الأصدقاء وبعض رؤوس الدولة وكان لقاءا حميميا كما يجب أ ن يكون أي لقاء بين مواطن شريف ورئيس شريف أيضا
كان الرئيس مبتسما وودودا وكثير السؤال عن أحوال الناس في الخارج وكثير من التقارير تصل إليه عبر شاشة كمبيوتر أمامه تبلغه بكل المستجدات الهامة على مستوى الوطن وما يهم السياسيات الداخليه والخارجية وكانت مراكز أبحاث ودراسات تعمل على مدار الساعة ترسل له تباعا مشورتها بخصوص قضايا على الصعيدين الداخلي والخارجي .. مقيل الرئيس عبارة عن خلية نحل دؤوبة تعمل بجهد وبلا كلل من أجل الوطن والمواطن وأبناء الرئيس تميزهم الشهامة واللون الأسمر كأولاد الناس المحترمين خدومون جدا ومتواضعون إلى حد لا يمكنك أن تتخيله أبدا ليس فيهم سوى الإبن الأصغر تبدوا عليه بعض علامات الدلع التي لا يخلوا منها صغار الأبناء
أحد أبناء الرئيس يلتقط لنا صورا تذكارية مع الوالد والرئيس رغم همومه الكثيرة إلا أنه يبادلنا النكت ويضحك بصوت عال ثم يعود مرة أخرى للانهماك في الرد على التقارير الواصلة إليه عبر الشاشة الصغيرة المنتصبة أمامه .. لم يعرف التأريخ لليمن رئيسا كهذا يبذل مثل هذا الجهد وبهذه الكفاءة والصبر والحنكة...
بعد أن خرجنا من المقيل سألت نفسي لماذا نسيء إلى هذا الرئيس الطيب ؟ لماذا نتعمد تشويه صورته وتقديمه للناس على هيئة رجل ظالم عنجهي قبلي لا يجيد استخدام الكمبيوتر وليس لديه إيميل ولا يتعامل مع مراكز دراسات ويبني سياساته على أسس هشة من مشورات الإرياني فقط وعبده بورجي أحيانا ؟ لماذا نظلم هذا الرئيس الطيب ونتعمد إيجاد هوة سحيقة جدا جدا جدا بينه وبين الشعب ونجعل الشعب يخاف منه ويكرهه ويتمنى زواله بل ونظلم أولاده أيضا حين نقدمهم على صورة مترفين ومجرمين ولصوص أراضي ومهربي آثار وغير حريصين على مصلحة الوطن كنت أسأل نفسي وأنا أمشي مع أصدقاء لا أتذكر أحدا منهم الان في طريق سائلة صنعاء وفجأة صحوت .. كان مجرد حلم وأمنيات طيبة لاأكثر .. مجرد تعبير عن رغبة في التصالح مع هذا الرئيس وتصويره كمايجب أن يكون كان مجرد حلم تخيلت فيه أن مقيل الرئيس متواضع وديوانه صغير وأنه لايتناول القات ويصرف وقته في تدارس مخططات ترفع من مكانة بلادنا ومن وضع مواطنينا
بارتياح شديد كنت أقص هذه الرؤيا على شقيقتي في ونحن نسير في سيارة توقفت في جولة المالية بصنعاء .. تقدمت نحو السيارة فتاة تقف على عتبة عمر الشباب تعرض علينا بضاعة من بخور قلت لها شكرا .. فقالت شجعونا ..مرة أخرى شكرا
قالت باسترحام إذا شحتنا تقولوا لنا اشتغلوا إذا اشتغلنا تقولوا لنا شكرا .. ثم بغضب ودموع تحاكمني وتسألني شكرا على أيش ؟
يالها من محاكمة قاسية .. ويالي من محاكَم مدان بجريمة جماعية أهرب منها إلى أحلام وردية مع فخامة الرئيس .. شكرا على أيش ؟ كان السؤال عفويا والمقدمات منطقية جدا غير أن لانتيجة يمكنني بها أن أهرب إليها من سؤال صعب كهذا ومن حجة دامغة كهذه التي تحاكمني بها الان .. عندما يعبر المجتمع عن رفضه لشريحة منه في كل الأحوال .. أهرب حينها إلى البكاء .. هو المخرج الثاني بعد الأحلام الوردية .. غير أن كل حلولي لا تفيد .