الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠١ مساءً

المشترك ,,, ومشروع الدولة

عباس القاضي
الثلاثاء ، ٠٧ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
قالها وفي نفسه شيء من التَّخَوُّف على مستقبل الوطن – قد يكون ذاتيا, أو تأثرا بإعلام النظام المتهاوي, الذي ظل ردحا من الزمن يرددها, أملا في بقائه - : أخاف من صراع يحتدم بين مكونات أحزاب اللقاء المشترك بعد تحقيق أهداف الثورة, وعندما سألته ,,ما سبب تخوفه ؟ أجاب : قد يكون تماسكهم في الوقت الراهن ؛ ناتج عن كرههم للنظام, فإذا ما ذهب النظام, عاد كل إلى مرجعيته الفكرية, فيبدأ الخلاف, ويحتدم الصراع, والضحية هو الوطن.

قلت له : إن المشترك بتكويناته , جَسَّدَ الحكمة اليمانية, الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم, لأن ائتلاف : الإسلامي ,, الأممي ,, القومي ,, الشيعي, ما هو إلا مشروع دولة, وتحالفهم وهم في المعارضة يشد من أزرهم وهو في الحكم, لأنه لم يقم على مغنم, بل تعرضوا لحملة شنيعة, وهجمة شرسة من قبل النظام, حاول فيها تفكيك هذه العروة, لكنه لم ير انفصاما لها, فالله سميع لمراد الحاكم عليم بخبثه.

إن هذه التوليفة العجيبة التي لا تحمل فكرا معينا, حتى إذا ما دس قريب أو بعيد - أنفه في اليمن فإنه لا يجد ما يستعديه به.

صحيح أن صاحب الأغلبية هو من سيحكم, بعد فك الارتباط بين مكونات المشترك, لكن حكمه, سيكون في ظل دستور, تم التوافق عليه وتعديله في الفترة الانتقالية, والذين كانوا ما يزالون تحت إطار واحد, ومعهم أيضا المؤتمر الشعبي العام , الذي سيظهر بحسب مكوناته الحقيقية, بعد تحرره من سطوة الفرد, وسيطرة العائلة, لأن المؤتمر بحد ذاته تجربة, سبقت المشترك بتعدد اتجاهات مكوناته.

لقد فشلت التحالفات السابقة, فقد كان تحالف الاشتراكي مع المؤتمر, من أجل تحقيق الوحدة, وتحالف الإصلاح مع المؤتمر من أجل المحافظة عليها, غير أن المؤتمر كان يستفيد في كل مرة, من هذه التحالفات في تعزيز تفرده بالثروة والسلطة.

وكان لتحالف كل منهم مع النظام, تجربة مريرة, حالت دون استمرارها, لأن النظام, يرى في تحالفاته مكاسب للأشخاص, لا مكاسب للوطن, حتى وصلت المعارضة, وأقصد به المعارضة الحقيقية, التي لها جماهير ومراجع, تستند إليها - لقناعة أن لا فائدة من تحالف لا يخدم الوطن.

طووا تأريخهم ونسوا الصراع الوهم, فوجدوا أن هناك شيئا يجمعهم, وهو الوطن وهمومه , وجدوه أكبر من خلافاتهم, وما يتعرض له من تشويه, وإفساد الحياة اليومية لمواطنيه, ونهب ثرواته, وإقصاء الشرفاء من أبنائه, التقوا جميعا, وقلوبهم معا من أجل هذا الوطن المشترك, وأسموه اللقاء المشترك.

والذي يعتب على الإصلاح كحزب إسلامي, بتحالفه هذا, ربما لم يكن مطلعا على تحالفات أحزاب إسلامية في الوطن العربي مع أحزاب أممية وقومية, أو أنه لا يعي شعاره " الشمس " التي إذ ا ما امتدت أشعتها في الأفق, بعد غيث فإنها تنعكس إلى ألوان في قوس يسمى قوس قزح, هذه الألوان هي الألوان الأصلية...أصالة مرجعيته الفكرية,, ومتعددة شأن رؤاه المتجددة, وسعة أفقه, وقراءته المتنورة للواقع.