الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٧ صباحاً

التضادُ الذي يعني المقابلة!

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - طلال الحذيفي :

كانت إيران قبل الغزو الأمريكي للعراق تقول على مسامعِ العرب مُستهجنةً بهم إذا تجرأت الولايات المتحدة وقصفت العراق فإن القوات الإيرانية ستتدخل مُباشــرةً واليوم الولايات المتحدة يأذن رئيسها الدموي لأجهزة مُخابراتهِ بزعزعةِ الأمن داخلَ إيران فما إيران وأمريكي إلا وجهانِ لعملةٍ واحدةٍ والضحية الأمن العربي والثروات العربية المُبتزّة على أيدي الغُرباء الذين َلا طوبا لهم فإيران بعد أن دخلت القوات الأمريكية إلى العراق دربت مقُاتلينَ مهرة لقتلِ العراقيينَ السنة وعملت بكل جُهدٍ على إذكاء ِنارِ الطائفيةِ و الاقتتال الداخلي العراقي نعم هذا هو تَدخُلها مُباشرةً ولا يستحيل ُالقول بان الولايات المتحدة بعد أن أفنتِ العراق ومُِورثَها الحضاري لا تجدُ سلعة تستخدمُها في سلب ِ أموالِ الخليج غيرَ إيران فهي العملة الرائجة في السياسة الأمريكية حالياً وما يُدار على الألسن ِ الأكثرِ صيتاً ما هو إلا ماالولا ييولا
من قبيل ِ الهرطقات الكاذبة فأمريكا لا يخفى عليها إذا تمكنتْ إيران من صنعِ القنبلة ِالنووية بكاملِ تجهيزاتِها وربتَ ربة َعلى محيطها المتصوف بعقالِ ثقيلٍ لا يجرءُ على رفعِ رأسهِ إلى السماءِ خوفَ أن يقع على الأرض والمزخرف بالبناطيلِ وربطات ِالعنقِ "الكرفتة" وهيهات هيهات لا توجدُ لديها غِــيرَةً أي إيرانْ من التواجدِ اليهودي المتصهيين ِفي المنطقة فستسعى حثيثةً إلى التطبيعِ معهُ واستلامِ زمام المنطقة ِ والسيرِ به ِفي غوايةِ الحاضر وشلالاتِ الدمِ وما يُذهلُ بفضاعةٍ غير مسبوقةٍ أنَّ يهرولَ الحكام العرب بضعفٍ مُدقعٍ ِوراء التيار الغربي وعناقِ إسرائيل َ ومع هذا التدني العربي و التخاذلِ الموحش ِوالفرقةِ الطاحنةِ تنزعجُ السيدة إسرائيلُ من معدومية ِالخصمِ الذي يحاذيها فلا تعولُ باي نجاحٍ على مثلِ هكذا مُبادرة مُريدةً إدخال تعديلٍ على هذهِ المسخة ِالتي ولدت عَجوز من كروشِ الحُكام ِالعربِ في قمتهم العربية التي عُقدت َبالرياض ليكون َالاعترافُ بإسرائيلَ من جوار الكعبة ِعلى غير نهج عبد المطلب مع ابرهة الأشرم في أخر حلٍ للقضيةِ الشرقِ أوسطية كما يسميها الغربيون ومثل هذا العملِ الذي تبناهُ الأشاوس الرؤساء والزعماء والملوكَ والأمراءَ المشايخ يَتَفَّوهُ بورطةٍ خرجتْ من رحمِ الصناديدِ الذينَ يقودون السَّفينة َ المعطلة َبأيدي المخربين ويتجلى العارُ المُخزي في أن لا تقبلَ إسرائيلُ بها فماذا سيكونُ حالُ الزعماءِ العرب وماذا سيقولونَ لنا كشعوبٍ نتوقُ إلى الحريةِ ونرجوا إلى بستانِ النصرِ مقصداً يرفعُ عنَّا الذل والخنوع الذي ربا على الكثير مِنَّا فهل ستقوم بالحربِ على إسرائيلَ كون هذا أخرُ حلٍ يتنفسونهُ !
برأي كلا ربما يكونُ أخر صعيدِ لا يجوزُ القصد ُبهِ ولا تجوزُ الصلاةُ عليهِ للقادة العرب ومن المؤكد أن إسرائيل َلن تقبل بهذهِ المُبادرة على المدى القريب وستستخدمُها كعاملٍ مُخدرٍ و كمقياسِ لحالةِ الشعوبِ العربيةِ على المدى البعيد سابكةًً بهذهِ المُبادرة جِسراً تدوسُ من خلالهِ العُرش َالمخزقةً باعثةً من خلالها الفتنة َالدهماء التي يكونَ أخرها اقتتالُ الزعامات ِمع شعوبهم كونهم وصلوا إلى نقطةِ الصفرِ بصفرٍ مكعب وعلى غرارِ هذا التناحرُ ستعمدُ إلى تطبيقِ خريطة ِإسرائيلَ الكبرى من الفُرات ِإلى النيل لعلمها المسبق أنَّ داعي " يا خيل َالله أركبي" ما عاد لهُ مُنادٍ ومن نافلة ِالقول عند كُل متابعٍ أن يقول َوأسفاهُ على عزتِنا وتبيضُ عيناهُ من الحزنِ وهو كئيب!
فقد أصبحُ أمرُ المسلمينِ بأيدٍ لا تحسبُ حتى لنفسِها حِساباً ممجداً تسيرُ بطريقِ الهمجيةِ والعشوائيةِ التي يخرجُ من بطونِها ضاربُ الفيلِ بسوطهِ الحديدي قارعا شرارات النارِ في كلِ منعطفِ مدني وفي كل باديةِ يمدُ بسمة َطويلةً سائراً بقدميهِ الملبسةِ بالجنازير على شلالاتِ الدماءِ الطاهرة التي قالَ عنها سيدُ الخلقِ محمد صلى الله عليهِ وسلم "لهدمُ الكعبةِ حجرا ً حجراً أهونُ عندَ الله من إراقةِ دمِ امرءٍ مُسلم " والفزع ُالجمُ أن يكون ّمثل َهذا السيرِ حتميةً لأن الدائرةً يتسعُ ضيقُها كُلَّ يومَ مهرولا ً بِعَظيمِ الكربِ الذي لا مفرَّ منه!
أما الثعبانُ الأحمرُ الممزوجُ بالسوادِ فسيكونُ دورهُ مُغَنِّياً "هياً لبيعُ أورشليم" مُلبساً الضمادَ على البعضِ وناخراً بسيوفهِ الحمراءَ في الجرحِ الأخرِ مستقبلاً بحضنهِ َمهرَ فضِ البكارة العجماء وعلى العرب ِ السلام وللأمريكان سوقُ الربحِ الذي لا يعرفُ الخسارة! وكلَّ مَن تسبب بهذا هم الحُكام العرب أو بلفظ أجدى هم المشايخ العرب فالوطن العربي معدومُ من دولة المؤسسات ومن إشراكِ المؤسساتِ العلميةِ بالمؤسساتِ العسكرية ولا يوجد نضام اقتصادي متتطورُ يتلاءم مع الحراك ِالاقتصادي العالمي وكل رجال الكفاءاتِ والخبرة الناضجة مهجَّرينَ في الخارج أو مظلومين َفي الداخل عبثت بهم البئات الحاكمةَ نظراً لقصورها المعرفي وعدم قدرتها لِستيعابِ الأدمغة العلميةَ بشتى فروعها بل سعتِ إلى تجهيلِ شعوبها ومعاملتها بالكذبِ المبنطلِ بالدبابات ِوالمدافعِ ودلاميسِ السجونِ وكانت هذه ِعاقبتنا أن نضل كالحلوى على الرصيف يتنازعُ على مضغِنا الكلابُ والذئاب!