الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٧ مساءً

عند تموز الخبر اليقين: الانفصال مشروع جنوني وليس جنوبي!!

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس-مراد الفقيه:

سؤال منطقي يفرض نفسه دائماً في يوم السابع من يوليو/تموز وهو: لماذا انتصر خيار الوحدة على قرار الإنفصال ؟!
عند الإجابة على مثل هذا السؤال، يجب أن نعرف أولاً أن قرار الإنفصال ليس جنوبياً إذ عَزَل نفسه عن الشعب الذي يدعي حكمه، وجاء بحسابات حزبية وضيقة، بل إنه ترك كثيراً من مناطق الجنوب لترفع راية اليمن الواحد من خلال احتمائه بسيئون كمقر للقيادة الانفصالية، فيما ظلت عدن تتلقى النيران "الشقيقة" ولا يجد الناس حتى قطرة ماء صالحة للشرب، فقرار الإنفصال كان اشتراكياً ولم يكن جنوبياً، بدليل أن انتصار الوحدة كان بسواعد جنوبية إلى جنب السواعد الشمالية، بما يعني أن الوحدة هي التي كسبت المعركة ضد الإنفصال، وليس الشمال ضد الجنوب كما كانت تروج له MBC وتلفزيون عدن حينها!
البعض ممن يدندنون اليوم مع الانفصال يعبرون عن الكارثة الإنسانية التي عاشوها إبان الحرب "الشريرة" ويلقون باللائمة على "الصواريخ"، متجاهلين السبب الكارثي الذي مازالوا في شوق لإعادته!!
لا يمكن أن نقول بأن الشمال انتصر على الجنوب لأن نصر 7/7 صنعه جنوبيون كما صنعه شماليون، وهذا سر قوة ذلك اليوم الذي شكل منعطفاً تاريخياً لوطن الثاني والعشرين من مايو، بعد استنفاد كل المحاولات السياسية لرأب الصدع بين قيادات اليمن الواحد، بيد أن لوبي الإنفصال في الحزب الإشتراكي كان قد حزم أمتعته لقراره المشؤوم وأخذ خرائط الحرب إلى سيئون بعيداً عن الجنوب الذي اختار الوحدة، وأهداهم فقط قوارب للهروب!
قطعاً لا نحتفل بتلك الحرب المؤسفة، بل نحتفل بتكاتف اليمنيين جميعاً لإجهاض مشروع الإنفصال، ذلك المشروع الفاشل الذي ولِد ميتاً حين أراد أن يعود بالبلاد إلى الوراء، لكنه أخفق إخفاقاً ذريعاً بالرغم من الدعم الإقليمي والعربي والدولي الذي ناله، وكانت إرادة الشعب -بعد مشيئة الله- لذلك المشروع بالمرصاد!، وعليه ننصح بقايا الإنفصاليين بأن يتحدثوا عن أنفسهم لا عن الجنوب، خصوصاً مع عجزهم الأبدي عن خلع صفة "الجنوب" ممن وقفوا مع الوحدة، وللوحدة ماتوا، وبالوحدة عاشوا، وما زالوا!!
لا ننسى أن أمام الدولة الكثير من المهام التي تشكل وفاءً لأبناء الجنوب لقاء وقوفهم مع الوحدة في وجه قيادتهم السياسية السابقة!
كما يجب أن نذَكّر بحقيقة أن: الإنفصال مشروع فاشل، مهما ظهرت لبعض محبيه بوادر عودته أو مبرراته!، وأن الوحدة ليست المعنية بالواقع المؤسف، فليست هي الخصم فيما يحدث!.