الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٠ مساءً

مبارك رضوان يكتب أسئلة (بدون عنوان)

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - مبارك رضوان:

لماذا باع العرب العراق كما باعوا فلسطين من قبل ؟ لماذا خانوه وطعنوه في الظهر ؟ لماذا قدموا كل التسهيلات لإمبراطورية الشر العالمية لهتك عرضه ؟ وما زالوا يمارسون هذا الدور القذر إرضاءً لأسيادهم في البيت الأسود.
لقد أصبحت امتنا العربية والإسلامية تعيش في أسوأ أحوالها فهذه فلسطين لا زالت مغتصبة من قبل اليهود والصهاينة ، وهذا أقصانا يترنح للسقوط ، والقدس الشريف في آخر أطوار التهويد، وبغداد الرشيد على وشك الاندثار حضارةً وتاريخاً، ولبنان على فوهة بركان ، والأثيوبيون يعيثون فسادا في الصومال ، والسودان ممد على المشرحة الأمريكية، والمغرب تائه في الصحراء المغربية، واليمن مشغول بحرب الحوثي، والأردن يحاصر الثوار والمقاومين ، ودول الخليج تتسابق وتتنافس في بناء أطول برج في المنطقة ، وأم الدنيا مصر لا زالت تبحث عن زوجها ( أبو الدنيا ) لاجل تكوين أسرة سعيده ، وسوريا محاصرة والجولان في طي النسيان، وليبيا خارج نطاق التغطية فهي الآن تقايض على مبادئها بالرضى والحنان الأمريكي ، وما تبقى من دويلات فُتات فهي ليست بأحسن حالٍ من غيرها، أما شعوبنا العربية فقد أثبتت تخلفها وعجزها فهي ما زالت - رغم تراكم النكبات عليها - تدور في حلقة الصراخ والعويل كثور الساقية . آه كم كنت محقا يا صديقي حينما قالت لي ذات يوم بان هذه الشعوب ماهي إلا شعوب ميتة بكل المعايير ، شعوب مخصية في كل جوارحها، لم يعد يشغلها سوى السوبر ستار ونجم الخليج ومؤخرة هيفاء وهبي وعملية نانسي عجرم ، لم يعد يهما ما يحدث في العراق وما يدور هناك بقدر ما يهمها أخبار المغنيات الساقطات الماجنات .
ليت هذه الشعوب تحاول ولو لمرة واحدة الدخول إلى دائرة المحظور في عرف الحكام للتعامل مع هذه الحكام الذليلة كما تفعل بدخولها للمواقع المحظورة على الإنترنت والقنوات المشفرة . لكن وللأسف الشديد ليس هنالك ما يبشر بالخير سوى إعصار تسو نامي حتى تغيير تضاريس هذه الدويلات العربية المتشرذمة ويعيد صياغة التاريخ فلربما تعود الكرامة والنخوة ويرجع للغتنا العربية ما فقدته من معانٍ كالشرف ، والإباء ، والعزة والكرامة ، والجهاد ، والاصاله ، والتضحية . وباعتقادي لا حل لهذا الواقع الذليل والمخزي الذي نعيشه وتعيشه الامه إلا بالاسلام ، الإسلام الحقيقي لا الإسلام المزيف الذي يتاجر به البعض ويشوهه صورته الناصعة ، فعودوا لإسلامكم ياعرب إذا كنتم تريدون حياة العزة والشرف ، وما دون ذلك سيبقى الذل والجبن محيط بكم حتى تصابون بسكتة قلبية وأنتم تشاهدون أخبار قناة الجزيرة .
أما انتم يا حكامنا المبجلون
فيكفينا منكم نفاقا وشعارات زائفة كفانا كلاما عن المبادرات والمهاترات التي تقوم بها حيزبونة البيت الأبيض وزبانيتها من بعض الدول العربية، فلن تجدي هذه المبادرات ولا تعديلاتها نفعا وستلقى كسابقاتها في مزبلة التاريخ.
فأي حال هذا الذي وصل إليه حالنا؟ لقد اصبح الوضع العربي في أسوأ حال ، الخيانة، اللامبالاة، الانبطاح، العودة إلى الوراء، وغيرها من السمات التي تخيم علي واقع حالنا المتردي . إنها واقع تجعل المواطن العربي لاحول ولاقوة له إلا بالله الواحد القهار .
فلم يكن يكذب جبران خليل جبران عندما قال قولته المشهورة " ويل لأمة لا تلبس مما لا تنسج * وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر، وتكثر فيها المذاهب والطوائف، وتخلو من الدين، ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه أمة " آه كم كنت على حق حينها ايها الجبران .

الإمضاء

مبارك رضوان
[email protected]