الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٦ صباحاً

ويلك من العربي اذا تحرر

احلام القبيلي
الثلاثاء ، ٢٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
يقول المثل اليمني " ويلك من بنت الباديه اذا تمدنه" وقال الحكيم اليماني " قل الالف عنا"
وطقوس هذا الربيع غريبه و جديده على الانسان العربي , لانه عاش حيناً من الدهر نائماً في العسل , مشغولا بالمسلسلات والمونديالات والمسابقات والاغاني وعشق الغانيات , والسمره ومضغ القات" هذا عندنا طبعاً"

ولانه مش "الاف" تجد تصرفاته غريبه وعجيبه في المطالبه بالحريات ومقارعة الظلم,
فتصدر منه افعالاً غير مسئوله وغير مقبوله
يدمر لكي يغير , ويغير لكي يدمر
يرمي بنفسه الى التهلكه لكي ينال الشهاده
وينتحر ليفوز بالحور العين في الفردوس الاعلى
ويدمر الحاضر لكي يبني المستقبل
يقدم بطائق الدعوه للقوات الغربيه
ويستعين بالقوى الدوليه
مستعد للتحالف مع الشيطان من اجل التخلص من جور وظلم السلطان
" وبعد التخلص من السلطان يبحث عمن يخلصه من الشيطان"


وهكذا " النجده النجده , في بيتنا فار , لا تخافي لا تخافي فان الفئران تخاف من القطط
النجده النجده , القط اكل السمك وكسر المزهريه,لا تخافي لا تخافي فان القطط تخاف من الكلاب
النجده النجده الكلب اكل اللحم من داخل الصينيه
لا تخافي لا تخافي فان الكلاب تخاف من الفيله
النجده النجده الفيل دمر البيت
لا تخافي لا تخافي فان الفيله تخاف من الفئران
ولو فكرت صاحبة المنزل وتمهلت لكفاها واغناها مصيده وقطعة جبن

الثوره صنم:

اقسم بالله اني مع التغيير ومن محبي التغيير ومؤيديه واعتبر نفسي عميدة المعارضين العرب, "هاتوا المصحف احلف عليه"
لكن لا تجعلوا الثوره الهاً يعبد من دون الله , تحبون فيها وتكرهون فيها , تصالحون وتعادون لااجلها
لماذا جعلتم الثوره جهاز لقياس الدين والاخلاق والولاء
لماذا ثرتم على استبداد النظام واستبدلتموه باستبداد الشارع
لماذا جعلتم من الثوره صنم يا من سعيتم لتحطيم الاصنام
فلا يجوز انتقادها ولا تصحيحها " ويا ويل من يدوس لانصارها على طرف"
وهي مهما عظمت في نفوسكم تظل عمل بشري يعتيريه النقص وتشوبه الاخطاء
" ولكم ان تتخيلوا كمية الاخطاء لانها عمل محناش الفين عليه"
فانت عندما تنصح سائق السياره " الجديد على عالم السواقه" بالتمهل وان من الخير له ان يصل متاخرا خيرا من ان لا يصل , وتذكره بان القياده فن وذوق واخلاق , لا يعني انك تمنعه او تقطع الطريق عليه او تعيب السياره او تتهمه في عقله وفي خلقه
لكنك تدله على الخير وتريد له ان يصل سالماً " هو والسياره"

قايس قبل تقطع:

تقول الحكايه ان رجلا وجد مصباح فاخذ يمسح الغبار عنه فخرج له مارد يقول له شبيك لبيك عبدك بين اديك , لك ثلاث امنيات فاامر تطاع"
طبعاً الرجل من شدة الفرح لم يفكر في الموضوع واستعجل وقال " كبر راسي " يقصد اجعلني من الشخصيات الهامه " فكبر راسه بشكل لم يعد يستطع حمله , فقال : لا لا , صغر راسي , فصغر راسه حتى لم يعد يرى , فقال : لا لا رجع راسي على ما كان " وهكذا انتهت الامنيات الثلاث دون ان يستفد منها شيء
كل ذلك بسبب التهور والاستعجال
وما اخافه ان يصبح حالنا مع الثورات العربيه كحال صاحب الفانوس وفي النهايه نقول " رجع راسي على ما كان" و قد حدث هذا في العراق الجريح وكان تغييرهم اشبه بمن " بدل ابنه بجني"

ختاماً :
ذي ما يقايس قبل ما يقطع ,, ما بعد قطع الراس قياس

مع تحياتي انا احلام القبيلي
وكيل ادم على ذريته