الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٣ صباحاً

اليمن السعيد .. بين الارهاب والفساد

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
عبدالولي المدابي:

التفجير الأخير الذي ضرب أهم المواقع السياحية في اليمن ادخل ذلك البلد الفقير في أسوأ الظروف المعيشية منذ تولى مقاليد الرئاسة علي صالح قبل 29عاما . لقد عرفت اليمن بأنها مرتع للجماعات الإرهابية والتنظيمات المتشددة المسلحة..كما عرفت بانها تجمعات قبلية مسلحة لاتعترف بنفوذ النظام بل لم يستطع النظام فرض نفوذه عليها،بالأحرى،رغم التبجحات التي يحاول الخطاب الحكومي وإعلامه التظاهر بها... أما أحزاب المعارضة اليمنية فتضيف الى التعريف ببلدها انه (اليمن) مرتع الفساد المالي والإداري حيث انه يطمس كل معالم اليمن السعيد ..
ولاشك ان ضعف الدولة أمام القبيلة وانتشار الجماعات المتشددة وضعف الجانب الأمني يشكل نتاجا طبيعيا للفساد الادري الذي يتواجد في كل مفاصل الدولة ويزداد بدرجة أعلى في المرافق الأمنية التي ازدادت خرابا ودمارا بعد تولي منصب وزير الداخلية ضابط لم يعمل سوى مسؤل مديرية شرطة تعز..ثم وجد نفسه على كرسي الوزارة .. وقد أعطي هذا المنصب استنادا إلى التوازنات الجغرافية في توزيع الحقائب الوزارية..
لقد شهدت اليمن أحداثا جسيمة في ظل حكم الرئيس صالح الذي يناهز الثلاثة عقود حيث خاضت حروبا داخلية طاحنة واقتتال قبائلي لم يتوقف ووقعت فيها تفجيرات إرهابية وخطف سياح ومسؤلين كما حدثت فيها زلازل وفتن ومحن ..بيد ان تأثير الفساد المالي والإداري على مفاصل الدولة هو الداهية والكارثة التي لم تستطع الخروج من نفقها المظلم.. ويبدو ان استمرار النظام في الدفع بالبلد الى ابعد من النفق المظلم قد حفز الأحزاب اليمنية وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو إسلامي معارض على العمل بجد ونشاط ومثابرة على إيقاظ صحوة النخب اليمنية لمواجهة هذا الداء ..
الجدير بالذكر أن حزب الإصلاح سقط في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي فاز فيها الرئيس وحزبه الحاكم بالنسبة التسعينية المشهورة .. بيد أن هذا الحزب (الإصلاح) سلم بالنتائج رغم إدراكه الكبير انه مزورة..
لقد بدأ الإصلاح بعد سقوطه في الانتخابات بمرحلة نضال سلمية .. هكذا سماها.. وتتمثل هذه المرحلة في تعبئة الشارع من اجل مواجهة ظواهر التوريث والفساد ونهب المال العام والتسيب الإداري والأمني وانشغال المسؤلين بالتجارة إلى جانب مناصبهم العليا في الدولة..
ذلك أن المسؤلين في اليمن لا ينا فسون التجار وحسب بل هم التجار الفعليين في البلد على الرغم من احتلالهم مواقع حساسة في كافة السلطات بما في ذلك المؤسسة العسكرية .. المسؤلين التجار ورثوا أبناءهم "الصنعة" وأصبح الأولاد مسؤلين وتجار من العيار الثقيل ..
وهناك مقولة منسوبة للاستاذ عبدالقادر باجمال يؤكد فيها ان من لم يثري في عهد الرئيس صالح فهو غبي ..
بيد ان القاء كل التبعات على كاهل الرئيس صالح يعد اجحافا في حق الرجل الذي بذل الكثير من جهده وسهره في محاولة النهوض ببلده فخذله رجاله الذين يعملون بنصيحة باجمال الذي ادار ثلاث حكومات متتاليات اثبت خلالها عدم غبائه ..واصبح السيد باجمال امينا للحزب الحاكم ..
قائمة الفساد في اليمن طويلة ومعقدة ويصعب على الرئيس صالح احراقها وقد يحترق كرسيه اذا ماحاول مسها بأذى