الرئيسية / كتابات وآراء / الحكومة اليمنية ومعالجة الإرهاب بالارهاب

الحكومة اليمنية ومعالجة الإرهاب بالارهاب

د. أحمد عبيد بن دغر
الأحد , 01 يناير 2023 الساعة 12:00 صباحا
عبد الرحمن حزام -يمن برس




اليوم .. و في لحظة من لحظات الذهول وأنا أتابع الأخبار .. و أقرأ تصريحات لمن أطلقوا على أنفسهم تنظيم القاعدة في أرض اليمن وأتصور ماذا يمكن أن يحل باليمن في هذا العصر الكارثي الذي يقـف باليمن على شفى جرف هار ..
أنا كمواطن يمني يتأثـر بكل هذا .. ولست محللاً سياسياً ولا متحزباً إنما لي رأيي الشخصي في هذه الحوادث التي تقـضّ مضجعي كما يؤلمني الوضع البائس الذي أعيشه ويعيشه الكثيرون من الطبقة المسحوقة من هذا الشعب ...
أضع جملة من الأسئلة .. و القادم هو من سيجيب على هكذا تساؤلات ..
هـل دخل اليمنيون عصـر نكـبة جديدة تشبه بنكبة العراق إلى حدٍ ما ؟!
هل ستلجأ الحكومة إلى طريقتها القديمة والفريدة في معالجة الإرهاب بالإرهاب ؟!
وهل هناك حلاً غير الحسم الدموي ؟!
هل سيلجأ الجيش والأمن اليمنيين إلى اعتقال مئات الأبرياء ليرى العالم كم هي الحكومة جادة في محاربة الإرهاب ؟
وما مستقبل السياحة في اليمن بعد حرب صعده وعمليات مأرب ؟!
وهل سنسمع في الأيام القادمة عن مقتل إرهابي و40 مواطن في عملية دهم أحد معاقل الإرهابيين في البلاد ؟
ليست مكافحة الإرهاب حرباً ، والحرب مصطلح ينتهي بهزيمة أحد المتحاربين وتسليمه أو تنتهي بمفاوضة وصلح أو اتفاق .. والهزيمة والصلح ليستا حلاً نهائياً لمعضلة لهذه .. وتبدأ المكافحة من معرفة ومعالجة الأسباب التي أدت إلى هذه العمليات الإرهابية ..
يقولون أن الكثير من الشباب قد انضموا إليهم وهم مستعدون لتفجير مصافي النفط التي تعمل فيها عناصر أجنبية كافرة !!
أنا لا أُكَذِب أن هناك الكثير من الشباب اليائس من فرصة عمل والبائس في حياته اليومية وسينضم إليهم الكثير والكثير من هذه الفئة العاطلة من الطبقة المتوسطة والفقيرة إن أتيحت لهم فرصة الانضمام .
وفي وقت يتجاهل فيه المسئولون حقوق الشباب اليمني ويتجاهل وضعه تستغل جهات إرهابية – ليس بالضرورة أن تكون يمنية- وضع الشباب اليمني ليضموهم إلى فلول التكفير والتفجير .
أكاديميات البطالة ومداس الفقر ونوادي البؤس هي المصدر للإرهاب والباعث له .. ومطلوب من الجميع حكومة وأحزاب ومنظمات احتواء الشباب اليمني بشكل عام والشباب المغرر بهم بشكل خاص ودعم مشاريعهم وتوفير فرص العمل لهم وقطع دابر الإرهابيين.

أخيراً يبقى الفقر والجهل هما الداء العضال الذي ألم بالشعب اليمني منذ قرون وعبر الأنظمة المتعاقبة وكل حاكم يخشى مواكبة العالم ويحرص على عزل الشعب عن العلم والتعليم وتشجيع ودعم القبلية العفنة والتيارات المتطرفة التي لها دورها في تثبيت دعائم حكمه .