الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣١ مساءً

السي آي إيه حين تحتل أقلام المثقفين وخيال التخمة حين يغير المبادئ التي حفرها الجوع

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
موسى النمراني
فاجأنا الجمل بعد موضوعه الشؤم (عن الرئيس الضرورة) بكتابة جديدة هي أكثر انحطاطا وإسفاف في التقرب إلى جهة ما بدماء الأبرياء وإن لم يقتلهم بيده فإن التبرير المنطقي للحرب هو فعل أشنع من الاشتراك فيها وأكثر فتكا من ممارستها لأن شرعنة الحرب داء فتاك ومستمر بينما ممارستها عمل آني ينتهي غالبا برصاصة في الرأس تذهب صراع الأفكار وتؤجل المشاكل الفكرية إلى مابعد الحشر وكم هو مثير للضحك ما أورده الجمل في مقالته عن أن البطولة أصبحت تمنح لقبا للخارجين عن الاجماع معتبرا بشكل أو بآخر أن الوقوف د الحرب خروج عن الاجماع وهكذا هي العقول السقيمة ولأن البطولة كما يتخيل الجمل تعطى لمن رفع صوته عاليا فها انت ترفع صوتك ولكن للاسف متدنيا .. تدني الموقف الذي تحاول ان تستر عورته بخرقة النفوذ الإيراني ..وتلميحات الدعم الخفي من المعارضة التي كان لنا على حداثة تجربتنا شرف ارغامها على تبني موقف مسئول

المعارضة ياصديقي الجمل الذي كان على موعد مع حضور التدشين وخلف وعده ربما حين كان الوحي السلطوي يتنزل عليه وكانما طوي له التأريخ ليرى إيران محتلة للوطن العربي
وخانه وحيه حين لم يطوِ له الأرض فيرى امريكا حين تحتل وتحتل وتحتل وتحتل الوطن العربي وهي محتلة له الان غير أن وحي الجمل يخونه كثيرا في هذا الموضوع بالذات
الجمل الذي يغير موقفه مابين صعود الباص والنزول منه اصبح الان خائفا على الوطن العربي من النفوذ الإيراني متخيا أنه قد جاء بجديد .. لا تفرح ياصديقي فقد سبقك بهذا الثغاء كثيرون وأصبحت كلمة معلوكة ممجوجة لا تسمن ولا تغني من خوف وصار كثير من المتجوفين يعيدون نفس الاسطوانة اسطوانة المد الصفوي .. الايراني .. المجوسي .. وألفاظ اخرى كثيرة كلها تنبيء عن عقليات تدبر لها لم تتجاوز بعد احداث القرن الثاني الهجري ولم تخرج حتى الى مابعد الغزو المغولي الذي تعيد لنا كل يوم دروسه المزورة بما فيها درس ابن العلقمي .. الفكرة المرة التي كررها كل السياسيين اليوم من كل الطوائف ولا زال الجميع يلعنون بها ابن العلقمي وحده .
ولأن صديقي الجمل لا يصدق شيء ويتذاكى على كل شيء بطريقة الطفل الاعمى فإنه يتمسخر من الجماهير التي احتشدت امام نصر الله ويقول ان نصر الله على بعد مسدس من الطائرات الاسرائلية وكم اشعر بالشفقة تجاهك الان يا صديقي إذ تتحمل عقلا يتخيل أن بإمكان مسدس أن يحل لإسرائيل معضلة حزب الله أو حين تتخيل أن الحرب برمتها ليست سوى متاريس .. ورماية ..ومراجمة
وإيمانا منك بأن العربي لا ينتصر خاصة وأنت خريج مدرسة انهزامية هي السلفية فأنت الان تجعل من كل احداث تاريخنا المعاصر وانتصاراتنا القليلة مجرد اوراق تافهه في ملف الاستخبارات الايرانية ولأنك تؤمن ان الشيعة واليهود على دين واحد فلا استبعد ان تقول أن اسرائيل تضحي بخيرة جنودها في الحروب مع حزب الله وخير مخابريها للدخول الى ايران كل ذلك من اجل تحويل ايران الى بطل في عيون المسلمين اهل السنة طبعا .. كم هو منطق اعرج
عبد الرزاق اليوم ليس ضد الحرب وقبل يومين كان الرئيس قد اصبح ضرورة وغدا لا ادري ان كان سيحمل ملابسه في الطريق الى الفرقة الاولى مدرع للانظمام الى مجاميع البشمرجة والحصول على سلاح وخمسة الف وكرتون غويزي .. وخارطة لابواب الجنة يمنحه اياها علي محسن
ياصديقي نحن لا ندعو لموت احد ولا نقف في صف احد ولا نؤمن بحق احد في قتل احد ولا نؤمن بحق احد في الخروج على شرعية الدولة وفي نفس الوقت لا نؤمن بحق احد في استخدام هيبة الدولة وقوتها في حرب عبثية مع ابناء الدولة والشعب .. هذه هي حملة معا ضد حرب صعدة التي ندعو اليها .. ليس معا من اجل ايران التي يتبدى لك شبحها في المكاتب والستائر ووسائل المواصلات .. والغبار ايضا معا ضد الحرب تعني لتتوقف الحرب من اجل أن تبدأ الحياة تعني للتوقف الحرب من أجل أن يلعب الأطفال ويبتسمون يا صديقي
ضد الحرب تعني مع الحق .. مع الحرية .. مع الله .. مع الدولة .. مع القانون .. مع أهداف الثورة .. معنا جميعا يا صديقي

كم أنت بريء جدا وموقفك يعبر عن قناعة شخصية بحتة – بحسب أحد الخبثاء- حين تتجاوز جثث القتلى في صعدة لتقفز الى العراق وكأن من يموت في صعدة ليسوا سوى ابطال في هوليود سيعودون للحياة حين ينتهي المشهد .. سبحان الذي اسرى بك إلى العراق وما حط بك في صعدة للصلاة في جامع الهادي أو حتى في دماج لتتذكر هناك أياما جميلة عشتها بعيدا عن تخبط السياسة وبيع وشراء المواقف
لم تحط رحالك في صعدة يا صديقي لأن من تتلقن منهم أدبياتك الحالية ان صح التعبير لم يذكروا في ركام هرائهم شيئا عن ضحايا صعدة بينما اقرفونا بضحايا العراق وكأن موت الأشقاء في العراق يجب أن يمنعنا من قول كلمة الحق في مشاكلنا الداخليه ونقف بعيدا عن أرض الواقع قافزين بجبننا إلى العراق بعد ان عجزنا عن ان نتحلى بالقليل من الشجاعة والمروءة وكرم الأخلاق لنقول أن مايحدث لإهلنا في صعدة حرام
حافظ على اهتمامك بالعراق والمجوسية وبقية المصطلحات المطبوخة حديثا في مطابخ الاستخبارات الأمريكية .. وسلم لي إخوانك هناك
ما أنت غافل عنه أنت وأخواننا السلفيين الجدد والهاشميين أيضا هو أن ثمة أنفس تزهق بباطل
وحرب تحرق الأخضر واليابس (وكل شيء هنا يابس) وأرامل وأيتام وبوار وكساد وفقر وموت وخوف وهلع وثارات وقبائح أخرى هذه هي الحرب التي نقف ضدها نقف ضد الحرب كما نسميها .. ضد التمرد كما تسمونه لأن الطرفين بنظرنا متمردين على الدستور والقانون أما الأخ الجميل عبد الجبار سعد فله أقول صادقا غير مظطر إلى كذب صدقني إن قلت لك أن لا وجه يقف خلف أحد وأن بإمكان كل الوجوه الظاهرة أن تفكر دون مساعدة من جهة أخرى .. وصدقني إن قلت لك أن ابراهيم الوزير لا علاقة له بحملة ايقاف حرب صعدة لا من قريب ولا من بعيد وربما كما يقال لم يعد الرجل قادرا على ممارسة أي عمل سياسي بسبب صحته وأما الأستاذ فهمي هويدي فكل علاقته بنا أن كتب موضوعا اثار اعجابنا بدقة طرحة وصدقه في التعامل مع القضية بحياد فاعتبرناه من أدبياتنا وربما لم يسمع عنا فهمي هويدي حتى الساعة .. ربما وصدقني أيضا إن قلت لك أن هذه الحملة هي فكرة عبد الرشيد الفقيه بكل أمانه أقولها لك حدثني عنها ونحن في المقهى ثم حدث عنها رضية المتوكل ثم ذهب الى بلقيس اللهبي ..ثم التقينا جميعا مع علي الديلمي ثم التقينا ثم ثم ثم خرجت إلى النور حملة معا ضد حرب صعدة التي كانت النشاط الأول لمؤسسة السلام التي أجلت فكرتهاإلى وقت لاحق نظرا لعدم اجماع المهتمين جميعا بحرب صعدة واختلافهم على التسمية لعلاقتها بإسرائيل (وأرجوا حينها أن لا تتهم أولمرت بالوقوف خلفها) وللعلم لا أكثر فإبراهيم الوزير آخر من نفكر بالتواصل معه لأننا لم نتواصل أبدا مع المعارضة في الخارج ولاحتى الأستاذ يحيى الحوثي (إلى الآن) باستثناء الأستاذ منير الماوري
نحن الشباب -يا أستاذ عبد الجبار-من تحرك بدافع انساني لا أكثر ودون دعم أو تمويل من أي جهة كانت ولن نقبل تمويل من أي جهة ترغمنا بشكل أو بآخر على العمل وفق أجندتها الخاصة أو بما يتوافق مع رؤيتها لما يجب وصدق أو لا تصدق أنني أحيانا أمشي أنا وعبد الرشيد كيلومترات طويلة من مكان إلى آخر ومن مؤسسة إلى أخرى ومن صحيفة إلى منتدى إلى إلى كل ذلك لنوفر تعرفة الانترنت لنعمل على إيصال الفكرة بأقل التكاليف .. لأننا لا نملك إلا أقلها
وأشهد الله يا أستاذ أننا لا نسعى وراء مال ولا شهرة ولا مناصب (وليس هذا طريق إلى أي منها) بقدر ما عاهدنا الله أن نعمل قدر استطاعتنا على توقيف سيل الدم النازف في صعدة دون مصلحة تذكر للوطن أو للمواطن .. بل بما يؤجج حربا ضروسا لن تعالج آثارها ولا بعد عشرات السنين . وصدقني أن الوقوف ضد الحرب لا علاقة له بالمعارضة ولا بالموقف السياسي من أي طرف .. نحن نقف ضد الحرب .. ضد الطرفين المتحاربين ضد الموت المجاني للأبرياء .. ضد المجاعة التي تطل برأسها على جناح البلاد الشمالي .. ضد ثراء تجار الحرب وأعداء الوطن (السوس المنتشر في وسط السنبلة) لأن الحرب لا يستفيد منها سوى أعداء الوطن ولنفترض (جدلا جدلا يعني) أن إيران وليبيا وكينيا وتشيلي حتى من أعداء اليمن فعلينا أن نكون أحرص على مقدرات وطننا ودماء بعضنا ونحل مشاكلنا بوسائل أخرى .. لا تدخل بينها فوهات البنادق .. والدبابات أيضا