الخميس ، ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣١ صباحاً

ترامب وصفقاته المشبوهة

عبدالعزيز المقالح
الجمعة ، ١٤ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:١١ مساءً
كأن هذا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد أن يترك موقعه الرئاسي قبل أن يستفرغ ما في جعبته من صفقات مشبوهة، وآخر تلك الصفقات هي تلك التي أعلنها ورئيس العصابة الصهيونية إلى جواره، ويرى فيها، كما يرى فيها ضيفة نتنياهو، حلاً للقضية الفلسطينية في حين أنها -بإجماع العالم- لا تعدو أن تكون واحدة من الخطوات الاستعمارية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتسليم الأرض للغزاة.

والغريب أن هذا الرئيس المعروف برئيس الصفقات لا يخجل، وهو يعلن صفقته ويرى فيها حلاً للقضية الفلسطينية، بينما هو، شأن كل رؤساء الولايات المتحدة، يتاجر بقضايا الشعوب ويتآمر على أبنائها.

لقد كان واضحا من بداية إعلان الصفقة أنها مرفوضة من كل مواطن عربي ومن أشقائهم الفلسطينيين خاصة، ومن شعوب العالم التي تتعاطف مع الحقوق الوطنية كل شعب مظلوم.

وحبذا لو ترك هؤلاء الرؤساء قضايانا العادلة للأيام ولزمن آخر سيكون في مقدوره وضع حدٍ لهذه القضية وأمثالها بدلاً عن فرض ما يرونه حلولاً هي في حقيقتها عائق لأي حل عادلٍ وصادق.

ومن أين لحل كهذا أن يأتي من بلدٍ قائم على الابتزاز وسحق الشعوب الضعيفة غير القادرة على المقاومة والتحدي، أو أن ينجح؟ وهل صفقة القرن، أو بالأصح صفقة ترامب، جديرة بالوقوف عندها أم أنها تلغي نفسها بنفسها، إذ ليس فيها ما يجدر بالمناقشة أو الحديث الطويل.

إنها ببساطة غطرسة رئيس دولة عظمى يريد أن يشعر العالم أنه مهتم بقضايا الشعوب وبالحث عن حلول لمشاكلها.

ومن حسن الحظ أن صفقة ترامب تفضح نفسها وتسجل بما لا يدع مجالاً للشك أنها كانت "صفقة" تم التوافق عليها بين ترامب ونتنياهو ولا تعني غيرهما.

وقد أعلن الشارع الفلسطيني، ومعه الشارع العربي موقفهما من هذه الصفقة المشبوهة.

وليس صحيحاً أن بعض الشخصيات أو بعض الأنظمة العربية قد استقبلتها بقدر من الترحيب، كما تشيعه بعض وسائل الإعلام، فالموقف العربي في حالة إجماع ضد ترامب وصفقته، لا سيما وقد تم إعلانها بحضور رئيس العصابة الصهيونية نتنياهو، وهو ما يجعلها مكشوفة ولا تخدع أحداً من العرب أو غيرهم.