الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٣ مساءً

فاجعة الحوثيين في هلاك سليماني

منذر فؤاد
الاثنين ، ٠٦ يناير ٢٠٢٠ الساعة ١٠:١١ مساءً
فاجعة كبيرة أصابت الحوثيين، بهلاك المجرم قاسم سليماني، للدرجة التي يطل فيها عبدالملك الحوثي من مخبئه لتسجيل خطاب مشحون بالعبارات العاطفية والتهديدات الفارغة.

قال الحوثي، إن خاتمة سليماني تليق به، ومعه حق في ذلك، فالرجل الذي حوّل حياة الملايين في العراق وسوريا واليمن إلى جحيم، لابد أن يصطلي ببعض النار التي أشعلها، وقد ذاق الموت نارا من نفس الطيران الذي سانده وهو يدك معاقل السنة في الفلوجة والموصل وتكريت.

في خطابه، لم ينس عبدالملك الحوثي التأكيد على أن دم سليماني لن يذهب هدرا، وهذه رسالة لكل من يريد من اليمنيين التنازل عن آلاف الأرواح التي قتلها الحوثيون تحت مسمى السلام، ومن ينتمون لهذا الخط عليهم أن يخجلوا وهم يتنازلون عن دماء بني جلدتهم في حين يتمسك الحوثي بالقصاص لدم مواطن إيراني!

وإذا كان الخميني هو المرشد الثوري والسياسي للحركة الحوثية منذ تأسيسها، فإن سليماني يعد المرشد العسكري للحوثيين في الحرب الأخيرة التي شنوها عقب انقلابهم على مؤسسات الدولة، وبعبارة أدق فإن سليماني هو الشخصية الثانية التي لعبت دورا محوريا في مسيرة الحركة الحوثية.

لسليماني دورٌ كبيرٌ في دعم وتسليح الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، بما فيها ميليشيا الحوثي، فالرجل كرّس حياته لتوسيع النفوذ الإيراني وتصدير الثورة الإيرانية، وهذا جرى كله تحت العين الأمريكية التي ظلت لسنوات تتظاهر بالعمى وتدعمه في تدمير حواضر السنّة في العراق وسوريا، لكنها رصدته فقط عندما تجرأ على مهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد.

في اليمن، كان لسليماني حضورا قويا وإن غاب عن الأرض، من خلال بصماته الواضحة في دعم وتسليح الميليشيا الحوثية، وإعداد وتنفيذ الخطط العسكرية، ولذا من البديهي أن يتفاعل الحوثيون مع مقتله كجريمة يجب أن يكون لهم دور في الرد عليها، على أن ردهم إن حدث لن يطال أمريكا التي يتفاوضون معها سرا، كما أنه ليس من صالحهم أن تسلط العين الأمريكية عليهم، وهي التي بمقدورها اصطياد قياداتهم متى أرادت ذلك.

لقد كان سليماني صادقا ووفيا في دعم الحوثيين بدون قيود، وقدّم لهم من الدعم والعتاد والتجهيزات ما لم تقدمه دول التحالف العربي للجيش الوطني، وكانت النتيجة أن دعم سليماني دمّر اليمن، كما دمرها خذلان وتآمر التحالف.

ما من شك أن قاسم سليماني كان مجرما كبيرا، وهذا لا يتعارض مع كونه مخلصا جدا لمشروعه الإيراني، وجاب المدن والعواصم في سبيل فكرته ومشروعه التخريبي رغم تقدمه في السن، وهي رسالة يجب أن يفهمها من ينتظرون رفع العلم في مرّان، وهم يغطون في نوم عميق، في فنادق الرياض.