الرئيسية / كتابات وآراء / "حضرموت" والفدرالية

"حضرموت" والفدرالية

وئام عبد الملك
الاثنين , 24 أبريل 2017 الساعة 11:14 صباحا

أثير كثير من اللغط حول البيان الختامي لمؤتمر حضرموت الجامع الذي تم التحضير له قبل فترة، في ظل كثير من الجدل، وانعقد يوم أمس السبت بمشاركة واسعة من أبناء المحافظة بمختلف مكوناتهم الاجتماعية والسياسية.

وجهت كثير من الانتقادات للبيان الختامي، واعتبرها الكثيرون انفصال تحت غطاء الفدرالية، بسبب غياب ممثلي باقي المحافظات التي يضمها إقليم حضرموت، إضافة إلى مطالبتهم كذلك بأربعين في المائة من التمثيل في مختلف سلطات حكومة الدولة الاتحادية القادمة، بما يتناسب مع مساحة الإقليم، وإسهامه في ميزانية اليمن الاتحادي، وكذا عدم ذكرهم لاسم اليمن، وتركيزهم على حضرموت كهوية وقضية مستقلة، وهو الأمر الذي قوبل بسخط كبير، نتيجة لأن ذلك سعي صريح لتمزيق الهوية اليمنية التي من المفترض أن تكون جامعة، وذلك هو أخطر من الانفصال ذاته.

لكن وبعيدا عن كل ذلك، فإن ما قام به الحضارم خطوة جيدة في سبيل المضي نحو الدولية الاتحادية بأقاليمها الستة، التي اتفق عليها اليمنيون في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر طوال عشرة أشهر، من مارس 2013 وحتى يناير 2014.

من شأن تلك الخطوة أن تساهم في درء الانفصال، الذي تسعى إليه قوى سياسية جنوبية مدعومة من الخارج، فالجنوب بإعلان إقليم حضرموت الذي يضم (حضرموت - المهرة - سقطرى -شبوة)، وهي ذات الثقل الكبير سواء جغرافيا باعتبار حضرموت أكبر محافظة يمنية مساحة، ومن أغنى المحافظات نظرا لوجود ثروات طبيعية بها، ولن يكون بمقدورها إعلان الانفصال، سواء بطريقة مباشرة أم ذاك الذي يمكن أن يكون تحت غطاء إقليمين.

ومن المتوقع أن تبارك الحكومة مثل هذه الخطوة، وستدعمها في الوقت الحالي بالنظر إلى الأمر بشكل عام، بعيدا عن كثير من الجزئيات التي ما يزال عليها كثير من الخلافات، خاصة أن الشرعية تتجه نحو قطع الطريق أمام الانفصاليين، وبناء يمن اتحادي يكفل حقوق كافة اليمنيين، بعد أن كان الشعب على بُعد خطوة واحدة من الاستفتاء الدستور.

وننتظر أن يتم ضم باقي المحافظات إلى الإقليم، من أجل أن يبدأ الإقليم بممارسة عمله في ظل الإمكانيات المتاحة، وهو المؤشر الأبرز الذي سيوضح الطريق الذي نتتوي حضرموت المضي باتجاهه.

بذلك نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في طريق استكمال إعلان الدولة الاتحادية برغم أنه ما يزال ينقصها الكثير، فالعديد من الأقاليم ما تزال غير محررة، إضافة إلى أن الاستفتاء على دستور الدولة الجديدة لم يتم بعد، بعد عرقلة الانقلابيين له في 2014.

ومؤتمر حضرموت الجامع وضع الأساس لإقليم \"حضرموت\" المزمع أن يبدأ عمله، وهو خطوة جيدة لإرساء مفهوم الدولة الاتحادية التي بدأت معالمها تتضح مع إعلان إقليم \"سبأ\" لسلطان العرادة قائما بأعمال رئيس إقليم.

لقد عمل الانقلابيون على تشويه مفهوم الدولة الاتحادية، لرغبتهم ببقاء القوة والثروات في أيديهم، برغم أن الفدرالية تحقق العدالة ولا تكرس المظلومية التي عاشها اليمن طوال السنوات الماضية.

لذلك عملوا على ضخ كم كبير من الشائعات من أجل النيل من مشروع الدولة الاتحادية التي لم تكن قد رأت النور بعد، وانتصر الحضرميون لإرادة اليمنيين، وسبقهم في ذلك أبناء الوطن في إقليمي \"سبأ\" و \"تهامة\" الذين يحضرون لإعلان إقليمهم، الذي سيرى النور كما ينبغي عقب تنسُّم عروس البحر الأحمر \"الحديدة\" الحرية، واستعادة كافة المحافظات التابعة له.

ختاما يجب التحذير من إمكانية انفصال حضرموت، إذا ما وجدت الدعم الكافي من قبل عديد من الدول، خاصة تلك التي تشجع ذلك، وهي لاعب قوي ومؤثر في المنطقة.