الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً

لماذا تهديم تعز ايها النائب الرئيس

احمد محمد نعمان
الاربعاء ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
الفريق الركن عبد ربه منصور هادي أصبح ألآن يملك منْصِبين في آن واحد الأول منهما نائباً لرئيس الجمهورية بوصفه السابق الذي كان عليه قبل الثورة الشبابية السلمية أما المنصب الثاني فهو النائب المكلف بصلاحيات رئيس الجمهورية وجميع سلطاته الدستورية إلى غير رجعة وذلك بموجب المبادرة الخليجية الموقعة من الرئيس والمؤيدة بقرار مجلس الأمن الدولي وبموجب ذلك فقد حصل هادي على منصبين تم دمجهما بمنصب واحد وهو ( النائب الرئيس ) وقد جاءت موافقة اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية ليتم بموجبها وعلى وجه السرعة مباشرة إصدار القرارات والتوجيهات من قبل ( النائب الرئيس ) وذلك إلى الوحدات العسكرية التابعة للحرس والأمن وغيرها من القوة النافذة التابعة للرئيس وذلك بإيقاف الحرب الذي تشنها تلك القوات على تعز وأرحب ونهم وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية وأيضا إصدار التوجيهات برفع المواقع والثكنات العسكرية من المدن المذكورة ومداخلها ومن المراكز الخدمية المختلفة المحتلة من قبل تلك القوات وقد مرت الساعات والأيام والشعب يترقب ممارسة (هادي) لكامل صلاحيات رئيس الجمهورية ولكننا لم نلمس شيئاً من ذلك وأصبح ينطبق علينا المثل الشائع (الزفة الزفة والدقة والدقة ) وما زال الوضع السيء المزري هو نفسه قبل توقيع الرئيس على المبادرة أو بعده. كما إن الأيام صارت تخاطبنا بما قاله الشاعر: كلما قنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها والشيء الجديد أن الأمر لم يقف عند الحد الذي كان يمارسه الحرس والأمن العائلي على تعز وإنما ازداد حدة وهوساً وسُعراً وبلطجة على ما كان عليه سابقاً فبدلا من أن القوات المذكورة كانت تقتصر في إعتداءاتها الإجرامية على تعز الثورة وأحيائها وقراها ليلاً فقط فقد تطورت الأحداث إلى قيام القوات المذكورة بالقصف ليلاً ونهاراً على تعز وأحيائها بمختلف الأسلحة كالدبابات والصواريخ ومدافع الهون والهوزر والكاتيوشا .

وإذا كان بقايا النظام يشنون الحرب قبل توقيع الرئيس على تعز وأحيائها والمناطق القريبة منها فقد وسعوها بعد توقيع الرئيس على المبادرة إلى أماكن ومديريات أخرى بعيدة كالمخاء وموزع والوازعية فما هو دور الفريق عبد ربه وهو يسمع ويشاهد هذه الحرب الشرسة على تعز ومديرياتها وما هو دور الأخوة الأعزاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في مجلس الأمن الدولي .

إن على الجميع أن يدرك أن صالح ما زال يقود الحرب ضد تعز وغيرها بصورة اعنف مما كانت عليه قبل التوقيع على المبادرة .

انه بتوقيعه على المبادرة يظن انه قد ضحك على مجلس التعاون وبالأخص السعودية وسفراء الاتحاد الأوربي وأمريكا وممثل الأمم المتحدة اضف إلى ذلك انه قد أوهمهم بالسفر إلى أمريكا للعلاج ثم يعود بعد ذلك إلى دولة خليجية ولكنه عاد خفية إلى اليمن منتقماً من الشعب الثائر عليه واشد نقمة منها على محافظة تعز وثوارها ووجهائها ومشائخها وتجارها لأنها أول من أشعلت شرارة الثورة الشبابية والتي لم تكن ثائرة بشبابها المقيمين فيها فحسب بل أن شبابها المقيمين في مختلف محافظات الجمهورية هم الأكثر ثورية في هذه المحافظة أو تلك وهم اللذين يواجهون الموت ليحيا هذا الشعب المكلوم الذي طالما يتوق إلى الحرية والعيش الهنيء بعد حكم استبدادي استمر زهاء (33عاما ) إن حرباً مجنونة تقودها القوات التابعة لصالح ضد تعز تقضي على الأخضر واليابس إنها تقتل الشباب والشيوخ والنساء والأطفال وتدمر المنازل والمتاجر والممتلكات وصار وضعهم بين شهيد أو جريح وهؤلاء هم المؤمنون حقاً صدق فيهم القران الكريم قال تعالى ) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )ألا يستحقون هذا الوصف القرآني لقد سقط منهم المئات من الشهداء وآلاف الجرحاء وكان آخر ذلك في اليومين الماضين حيث استشهد ما يزيد على (16شهيدا) وأصيب عشرات الجرحى والحقيقة أن ما يقوم به الرئيس هذه الأيام بعد التوقيع إنما يهدف إلى أمور عدة يظن أنها ستحقق له المكاسب.

(الأول) منها عدم مبالاته وسخريته بقرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بشأن المبادرة الخليجية المتضمنة إيقاف الحرب القائمة ضد الشعب اليمني .

الأمر ( الثاني) قد يوجه صالح من خلال تصرفاته إلى من تبقى من مناصريه إن كان لايزال منهم بقية ممن ضعفت ضمائرهم أو انعدمت بأنه ما مازال يحكم من خلال آلة القتل التي بيد أولاده وأولاد أخيه وأقاربه أما شرفاء المؤتمر الشعبي العام ورجالاته فقد استقالوا من الحزب الحاكم وانضموا إلى الثورة الشبابية الشعبية المباركة ومن تبقى منهم فهو في طريقه إلى الاستقالة والانضمام إلى الثورة .

الأمر (الثالث) إن صالح يريد أن يقول : من خلال هذه الجرائم التي ترتكب ضد أبناء تعز بعد توقيعه على المبادرة أن عبد ربه منصور لا يقيم حقاً ولا يبطل باطلاً ولا بيده شيء وانه (لا يحلي ولا يحمض ) فهل (يرضى هادي هذا لنفسه ؟) الإجابة عليه : الأمر (الرابع) إن ظهور صالح على شاشة التلفاز باجتماع له مع من تبقى من أعضاء اللجنة العامة الدائمة ومنهم هادي وكأنه يوهم الآخرين بان (النائب) الذي نُقِلت إليه صلاحيات الرئيس كاملة لا يزال تحت إدارته وإمرته ويحضر معه اجتماعاته الحزبية كما إن قيام القنوات الرسمية بالحديث عن صالح باعتباره رئيساً تنقل منه التهاني أو إليه النادرة وتوزيع جوائزه العلمية المزعومة والمضحك انه عندما ظهر صار يتحدث عن التسامح والتصافي معلناً مسامحته للشعب الأمر الذي أثار استياء وإستغراب السامعين وتساؤلهم بالقول : من المعتدي على الآخر ؟ هل الشعب الثائر سلمياً أم الرئيس وبقايا نظامه ؟ ومن الذي يقتل الآخر بالسلاح الجوي وبالمدافع والدبابات وبمختلف الأسلحة التي ذكرناها سلفاً ؟ إذاً فمن يملك العفو ؟ الجلاد أم المجلود والضحية؟ كل هذا وذاك لم يعد ينطلي على الشعب اليمني الثائر الحر الذي ملّ الكذب والمراوغة لعقود من الزمن وقد تساءل الكثير من أبناء تعز عن سبب قيام قوات الرئيس والعائلة بهدم منازلهم ومتاجرهم التي بنوها من جهدهم وكدهم وعرقهم من أموالهم التي جلبوها من المهجر في دول الخليج وأمريكا ومن أنحاء العالم ومن أعمالهم التجارية ولم يحصلوا عليها من صالح ونظامه الذي استثمر اليمن كمؤسسة تجارية وشركة خاصة واللافت للنظر أن المحللين السياسيين قد استشفوا من هذا التصعيد العسكري المتزايد من قبل بقايا النظام وذلك لإيجاد مطبات وحفر وقلاقل أمام حكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة بغرض إفشالها لكي يثير الحاقدون والأمراض البلابل والفتن بقولهم : هذه هي الحكومة المدنية . لكن الشعب لم يعد غبياً كما كان عليه في السابق فقد خرج من تحت القمقم وأصبح الآن يتمتع بذكاء خارق ويعرف الصادق من الكاذب والكرة اليوم في ملعب (هادي) ولم تعد في ملعب ( الرئيس ) لأن هادي مفوضاً بإدارة البلاد من الشعب والمجتمع الدولي ومن حقه الآن إبلاغ مجلس الأمن الدولي بما يحدث ومجلس الأمن جاهز للانعقاد في أي لحظة لاتخاذ قرارات مناسبة وقوية تضمن للشعب اليمني حقوقه المشروعة وتلبي طموحات الشباب اليمني الثائر التي رسموها منذو بداية الثورة الشبابية المباركة .