الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٩ صباحاً

مناشدة عاجلة إلى الرئيس والحكومة والشخصيات المؤثرة

محمد مصطفى العمراني
الخميس ، ١٧ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٠٧ مساءً
الحقيقة التي لا يجادل فيها أحد أن كثيرا من الأسر اليمنية إن لم نقل أغلبها تعيش على تحويلات المغتربين خارج اليمن وتشكل تحويلات المغتربين في المملكة العربية السعودية الرقم الأكبر حيث تحتوي السعودية على النصيب الأوفر من المغتربين اليمنين وهذا الأمر هو واقع نعيشه منذ الثمانينات من القرن الماضي بعيدا عن جدل المستجدات السياسية الآنية وفي هذا الإطار فإن فقدان أكثر من 100 ألف أسرة يمنية في الداخل اليمني لمصدر عيشها هو بكل المقاييس والمعايير كارثة اقتصادية ستضاف إلى كوارث اليمن المتراكمة كظلمات بعضها فوق بعض وتشبه إلى حد ما عودة أعداد كبير من المغتربين اليمنيين في المملكة إلى اليمن عقب أزمة الخليج عام 1990 م فما هي القصة اليوم ؟!
القصة أنه قبل أسبوع أصدر وزير العمل السعودي الدكتور مفرج بن سعد الحقباني قراراً بقصر العمل بالكامل في مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها على السعوديين والسعوديات فقط .
وإذا أدركنا تأثيرات هذا القرار على اليمنيين العاملين في محلات بيع وصيانة الجوال وهم يزيدون عن 35 ألف عامل بكثير ويعيلون أكثر من 100 ألف أسرة في اليمن في ظل الظروف الصعبة سندرك حينها أننا أمام كارثة تنتظر هؤلاء وأسرهم في الداخل اليمني .
أغلب هؤلاء لا يوجد لديهم بدائل أو مهن أخرى ولا خبرة لهم إلا في هذا المجال وكل رأس مالهم وضعوه في هذه المحلات وهذه التجارة وطبعا هؤلاء لم يعترضوا على هذا القرار السعودي لكنهم يناشدون منذ أسبوع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود المعروف بلفتاته الانسانية وكلهم أمل بلفتة انسانية منه وبمكرمة ملكية سامية تستثنيهم من هذا القرار حتى تتجاوز اليمن المحنة التي تمر بها وتتحسن الظروف الاقتصادية فيها خاصة وأن سيتكبدون خسائر كبيرة في حال تطبيقه وليس لهم مصادر بديلة ولا يوجد من السعوديين حتى الآن العدد الكافي من الخبراء في الصيانة والعاملين المدربين على بيع وشراء الجوال وحتى لو افترضنا جدلا أنه توجد القدرة الكافية على سعودة هذا المجال خلال ثلاثة أشهر حتى لو افترضنا هذا فإن الإنسانية تقتضي لفتة كريمة تستثني أبناء اليمن من هذا القرار ولو لسنوات حتى تتحسن الظروف في بلادهم ورحمة بعوائلهم وأطفالهم في الداخل اليمني وهم قرابة مليون شخص وهي مكرمة يأملونها من الملك السعودي وهو قادر عليها ولن يخيب أملهم .
· مناشدة إلى الرئاسة والحكومة اليمنية
الملفت في الأمر أن الرئاسة اليمنية والحكومة بعيدة كل البعد عن هذه الهموم والمشاكل التي يعاني منها المغتربين العاملين في هذا المجال وإلا لو تحركت الرئاسة والحكومة اليمنية بشكل فاعل وطلبت من المسئولين السعوديين وعلى رأسهم جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز فسيتم تلبية طلبهم ولكن للأسف حتى الآن لم نلمس من الرئاسة والحكومة أي تحرك في هذا المجال .
وفي هذا المقام فإننا ومن منطلق إنساني خالص نضم صوتنا إلى أصوات أبناء اليمن العاملين في محلات بيع وصيانة الجوال في السعودية ونناشد الملك سلمان بن عبد العزيز أن يضيف إلى سجل مكرماته المشرق مكرمة جديدة باستثناء أبناء اليمن من قرار سعودة محلات الجوال كما أننا نناشد الرئاسة والحكومة التحرك الجاد في هذا المجال حتى لا يضيف قرار سعودة محلات بيع وصيانة الجوال كارثة اقتصادية يمنية إلى كوارثنا التي نعاني منها .
المغتربون اليمنيون في السعودية يرفدون خزينة الدولة بالمليارات من العملة الصعبة ويدعمون الاقتصاد الوطني بهذه التحويلات فمن حقهم على بلدهم أن تقف معهم في محنتهم هذه وأن تبذل جهودها لحلها .
أتذكر قبل سنوات حدثت مشاكل لبعض العاملين البنغال في السعودية وحينها جاءت رئيسة البنغال الشيخة حسينة وعلى رأس وفد رسمي كبير والتقت بالملك عبد الله بن عبد العزيز ولم تغادر إلا بعد أن تم حل المشكلات وتسوية كل الاشكالات فهل تكون الرئاسة اليمنية التي تقيم في الرياض أصلا أعجز من رئاسة البنغال ؟!
ومع أن أغلب وزراء الحكومة يقيمون في الرياض وتواصل الرئاسة والحكومة بالقيادة السعودية هو تواصل شبه يومي ومع هذا لم تضع لا الرئاسة ولا الحكومة حتى الآن هذه المشكلة على قائمة أعمالها والكارثة الكبرى والطامة العظمي أن لا يكون لدى الرئاسة والحكومة إدراك للآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية على اليمن جراء تطبيق هذا القرار .!
· إلى الشخصيات اليمنية المؤثرة :
المطلوب منكم وقفة إنسانية مع أبناء بلدكم ودعما لهذه القضية الإنسانية أن تتفاعلوا مع هذه المناشدات وأن تطلقوا بدوركم مناشدات إلى الملك سلمان بن عبد العزيز تدعوه لاستثناء اليمنيين من هذا القرار وتناشدوا أيضا الحكومة اليمنية والرئاسة التحرك العاجل في هذا الإطار فلا تقصروا .
· إلى الإعلاميين والحقوقيين :
التفاعل مع هذه القضية من باب إنساني أمر مطلوب ومرجو منكم وربما يكون لتفاعلكم الأثر الأكبر في صدور قرار سعودي باستثناء هؤلاء وانقاذهم من الإفلاس وانقاذ أسرهم من التشرد والضياع فلا تستهينوا بالكلمة وأثرها .
أنشروا هذه المناشدات في مواقعكم الإخبارية أو الوسائل الإعلامية التي تعلمون فيها أو مجموعاتكم الإخبارية ، انشروها في الفيسبوك أو في تويتر أو حتى في رسائل الواتس اب أو في أي مجال ووسيلة تصل إلى الناس ..كما أننا سنطلق في الأيام القادمة هاشتاغ حول هذه القضية ومطلوب التفاعل معه ولكم الشكر والتقدير والامتنان .