الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٤ مساءً

نخبة أمام شباك التذاكر!!

عبد الملك شمسان
الثلاثاء ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠١:٢٦ مساءً
هناك من يتعمد مهاجمة الإصلاح، بمناسبة أو بغير مناسبة، معتقدا أنه يقطع بذلك تذكرته لحجز مقعد في الطائرة مستقبلا.. كثير من هؤلاء كانوا يفعلون ذلك خلال السنوات الماضية رغم أن أكثرهم يقول خلاف قناعاته، بل ومنهم من بلغ به الأمر يومها حد الاصطفاف مع الحوثي نكاية بالإصلاح، أو استجابة لأطراف خارجية يرجون عندهم القربى.. كانوا جميعا يحجزون المقاعد في طيارة المستقبل، لكن الطيارة سقطت بكاملها.

باسم الحرب على الإصلاح التي لا أدري ما شكلها النهائي الذي يريدون الوصول إليه، أسقطوا كل البلاد في يد الحوثي، وأدخلوا كل الوطن في دوامة من الحرب.
ما تزال هذه الحرب على أشدها، وما يزال المجتمع اليمني والوطن اليمني يدفع ثمن تذاكر طيارتهم التي لم تأت ولن تأتي، ورغم ذلك وفي وسط هذه المرحلة إذا ببعضهم يقفون اليوم مجددا في ذات الطابور، طابور شباك التذاكر!!
ما الذي استفادوه بالأمس من الوقوف في هذا الطابور غير عناء الوقوف في الشمس والريح!؟ خسروا وخسر البلد كله، وذهبت أحلامهم وطموحاتهم الوضيعة أدراج الريح، وها بعضهم يعيدون اليوم ذات التجربة قبل أن تنتهي كوارث التجربة السابقة!!

كانوا يسندون الحوثي تحت لافتة الحرب على الإصلاح وأوصلوه إلى أبعد نقطة في البلاد ودمر كل شيء، وتحت هذه اللافتة كثيرا ما يطعنون في المقاومة ولا يتورعون عن تشويهها، والنتيجة أيضا تمكين الحوثي الذي ما يزالون يقولون إنهم يحاربونه، وبذات اللافتة يثيرون الفتن في بعض المناطق المحررة ويفتعلون معارك وأزمات شاغلة عن معركة البناء وداعمة لتوجهات بعض دول الشرق والغرب التي تؤيد الحوثي وتستخدم اضطرابات هذه المناطق كورقة ضغط على المملكة ودول التحالف من أجل الحوثي!!

قبل أسابيع، خرج أحد الوزراء يهاجم الإصلاح، وينتقص مقاومة تعز التي اعتبرها إصلاحية، وبعد أيام صدر قرار بتعيين آخر مكانه، وكأن الرجل قد عرف بقرار تغييره مسبقا فأراد بذلك الظهور الإعلامي ضد الإصلاح ومقاومة تعز أن يستميل طرفا خارجيا يمنحه طول البقاء على كرسي الوزارة.. ليذهب الوطن إلى الجحيم، ليقتل هذا الشعب، ليتحمل الناس أشكال البلاء والعناء، لتتحمل الأجيال أثقالها وأثقال من سبقها، المهم هو أن أبقى وزيرا، ثم لا هو سلم من القرار ولا المجتمع اليمني سلم من أذاه.آ
لا أقصد الآن تناول الرجل، بل أستعرض موقفا واضحا كعينة للفحص في مختبر الأزمة الراهنة تظهر شكلا من أسوأ أمراض هذه النخبة في اليمن لا يختلف عن الحوثي نفسه، إذ لقي الحوثي كل الدعم والتشجيع باسم الحرب على الإصلاح والسلفيين، ثم لا هو حقق للداعمين هذا الهدف في الإصلاح والسلفيين، ولا هو الذي سلم وترك الوطن سالما..!!