الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ مساءً

المشائخيون في اليمن...ينتهكون سيادة الدولة!

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - عبد المجيد الغيلي :


يضاف إلى مفضلة الأخبار السابقة عن تسلط المشائخ في اليمن، واستخدامهم لصلاحيات الملاك الإقطاعيين في القرون الوسطى، حيث كان الإقطاعي يعامل من يشتغلون معه كأنهم عبيد، من حقه التصرف بهم كما شاء، يملك حريتهم وأقواتهم، بل وحياتهم....وهذا ما يجري الآن في دولة المؤسسات، دولة النظام والقانون، الدولة اليمنية التي تعلن سيادتها من صعدة إلى عرطة!!!
سئمنا سماع هذه الأخبار، وتكرارها، والموقف السلبي من الدولة حيالها، وكثيرا ما تكون الدولة هي المشجعة لمثل هذه التصرفات، بل والمدافعة عنها إذا اقتضى الأمر، وذلك حتى تضمن الحفاظ على ولاء المشائخ، وتضمن أصوات الإقطاعيات التي تحتهم، فهي بالشيخ تضمن كل شيء، ومن ثم فوقوفها في وجه الشيخ يعني خسارتها 200 صوت إلى 10آلاف صوت في الانتخابات..هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية تسعى إلى تكريس الهمجية، والسيادة الفردية التي تتمثل من الشخص الأول في الدولة، حتى أصغر شخص، مرورا بالمشائخ، ومن ثم فالوقوف في وجه الإقطاعيين يعني الخروج عن هذه السنة
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا***فشيمة أهل البيت الرقص واللعب

سيكون الكلام مرا، طعمه كطعم العلقم لو شئنا أن نستمر في عرض هذه الانتهاكات التي تذكرنا بإقطاعيي أوروبا، وتذكرنا بسلسلة وقحة من الانتهاكات الأمريكية المعاصرة ضد الإنسانية في العراق وغيرها، وتذكرنا بقذارة الصفويين في بغداد التي يمارسونها مع الشرفاء، وليست آخرها قضية صابر الجنابي...ما يمارسه المشائخيون في اليمن لا يبتعد عن ذلك كثيرا...

الخبر الذي قرأناه عن قتل أحد المشائخيين السنحانيين لطفل لا يتجاوز عمره 11 عاما، وهو عائد من بيته إلى المدرسة، يحمل في رأسه الكثير مما سيقوله لأبيه وأمه عندما يصل إليهم، هو كغيره من الأطفال يريد أن يصل إلى البيت، ويلقي بشنطته في دولابه، ثم ينادي أمه: يا ماما أنا جائع أريد طعامي، ثم يلعب مع إخوته، ويحكي لأبيه ما فعل في المدرسة، وما أخذ من دروس، ثم يعود ليكتب واجباته، ويحلم أن يقف غدا أمام أستاذه ليريه الواجب، وقد كتبه على أحسن وجه....طفل كأطفالنا لم يكن بالكهل ولا الكبير، ولا المدجج بالسلاح، ولا يعرف عن مشاكل والده مع الآخرين..الطفولة ترسم براءتها على خديه، وتفيض بلمساتها على وجنتيه، وتتحدث على شفتيه...كل هذه الطفولة البريئة لم تشفع للفتى طه أمام الوحوش الضارية التي تعبث بالنار، وتنطلق لتقتل الأطفال، وتنتهك الحرمات، وتمارس دور القذارة الإسرائيلية في تهجير المواطنين، ودور القذارة الأمريكية في تعذيب الأبرياء، واغتصابهم...والدولة تتبجح بأنها حامية حمى القانون، وأنها ذات سيادة!!! سيادة انتهكتها القوى الخارجية(أمريكا ومقتل الحارثي)، وانتهكتها القوى الداخلية(المشاخيون وفضائحهم)!!!