الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٩ مساءً

نعم للاحزاب لا لقياداتها

منى صفوان
الثلاثاء ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لايمكن حضور يمن ديمقراطي دون احزاب. لكن كيف يمكن ان تكون الاحزاب مرضيه لمسار الثورة، دون ان يستغل النظام اخطائها، فاخطاء قادة الاحزاب لا تصل لمستوى الجرم الذي يرتكبه "صالح" . ولكنها اخطاء تستحق العقاب السياسي اما بالنفي او بالانقلاب الحزبي، اي ان هذه الاحزاب لتحتاج إلى تنقية مسار «أو التصحيح الحزبي»، وهذا لايعني مطلقا إقصاء الأحزاب، بل يعني تخليص الأحزاب من تركة ثقيلة تهدد الثورة ، لاظهار قيادات جديدة «لا ترفع ضغط الدم ولا مصابة به» وهي مناسبة لأخذ إجازة طويلة ويكفيهم نضاااال.

وأقول مجددا، إن شباب الأحزاب لم يتحركوا بعد في داخل احزابهم ، وكونهم مكون رئيس في الساحة الثورية، الا ان نشاطهم مازال خارج الاحزاب، ولحد الان لم تلتقي الثورة و الاحزاب في خط واحد، و حدث بينهما الافتراق الذي استغله النظام للتحريض. ولأن هناك قيادتان مختلفتان، حزبية وأخرى ثورية، فهذا جعل المساران متقاطعان، بشكل صادم «وصعب كل واحد يصلح مساره».

فالمفارقة ان الثورة ترفض المباردة الخليجية التي وقع عليها قادة المشترك، والمشترك مستمر في التفاوض حولها. هذه المباردة هي اللجام الذي يمسكه صالح والخليجيين معا للجم الثورة ومنعها من التقدم، وقيادة المشترك تفاوض بن عمر حول «اللجام» الذي بح صوت الشارع وهو يقول انه يرفضها. وبرغم ان باسندوة يصدح «لا تفاوض لا حوار لا توقيع على الآليات» وكأنه مؤسس اللات الثلاث، فانه يصل مع رفاقه الضالين الى صنعاء بحثا عن مسيو جمال بن عمر.

والنظام الذي يحاول كسر شوكة اليمنيين اليوم، يستغل كل هذا، فهو من اسواء الانظمة العربية واخبثها، فيتكئ على مخاوف الخليجيين من انتقال الثورة الى عواصم العقال، في هذا المزاج العربي الثوري . لذا يدعمه الخليج بالمبادرة ويفوض مسيو بن عمر ويورط الاحزاب. والخليج غير المحصن ضد الربيع العربي، كما قال حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري، يخاف اليمن الذي هو عمق الخليج، و لن يحدث تغيير حقيقي فيه طالما والخليج قد قطع الطريق بجذع شجرة ضخم اسماه "المبادرة الخليجية".

ويسعى بن عمر من خلال تفاوضه مع المعارضة وزيارته لمطعم الشبياني، إكمال مهمة الزياني، بما يسمى الالتفاف السياسي، فواضح ان الخليجيين لا يردون الاصطدام اكثر باليمنيين، الذين رفضوهم ورفضوا مبادرتهم، فقرروا اكمال المهمه بتغيير "الوسيط" . ولكن المبادرة هي ذاتها ومازال الشارع يرفضها، فمن الذي يقبل بها؟

للاسف، الجهة الوحيدة التي قبلت بالمبادرة الخليجية هم السادة الموقرون «قادة اللقاء المشترك» الحج باسندوه ورفاقه، وليست أحزاب اللقاء المشترك. بمعنى ان هناك كوادر داخل كل الاحزاب ضد المباردة، وهذه القيادات للاسف لا تمتلك شعبية الشارع، ولم يرشحها للتفاوض، وخلافا لشعبية بعض الأحزاب، فإن الأحزاب الكبيرة حتى الإصلاح، لا تمتلك القيادات الملهمة للشارع ، لتتحدث باسمها.