الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٦ صباحاً

هادي هل يضيع فرصته الأخيرة ؟!!

محمد مصطفى العمراني
الاربعاء ، ١١ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٠٩ مساءً
للأسف يؤكد الواقع اليمني أن الرئيس هادي يكتب الفصل الأخير من رواية سنوات الضياع فهو لم ينجح في اقالة قائد قوات الأمن الخاصة بعدن العميد عبد الحافظ السقاف الموالي للحوثيين بعد أن عين العميد ثابت جواس بديلا عنه ولم ينجح حتى في اغلاق القنوات الفضائية الرسمية الخاضعة لسيطرة الحوثيين ولم ينجح ايضا في توجيه خطاب مؤثر للشعب يحشد به الرأي العام ويكسب تعاطف الناس ويكاشفهم بما حدث ويحدث ويحدثهم عن نواياه وما يخطط له ولم ينجح حتى في حشد قبائل الجنوب معه أو اقناع اللواء الصبيحي في تأييده والوقوف معه اضافة إلى التصريحات المنسوبة للصبيحي والتي نشرت اليوم والتي يهاجم فيها هادي ويعتبره أشد غدرا من الحوثيين وأن الالتفاف حوله كما هو حول الحوثيين يعد رجس ودنس وللأسف البعض يعول على هادي أن يحرر البلاد وينقذ الوطن ولا يعلم البعض هذا أن هادي بحسب أراء وتحليلات عسكرية وأمنية يحتاج معجزة كي يبقى في عدن ان ظل الحال هكذا ولم تتغير موازين القوى بشكل مفاجئ خاصة بعد انتشار قوات الأمن الخاصة الموالية للحوثيين وانتشار مليشيات الحوثي وقدوم تعزيزات لها وتموضع قوات نظامية منسقة معها في كافة مناطق عدن وبشكل علني وسري ولديها خطط عسكرية وتتحرك وفق استراتيجية حربية وتكتيكية وشاملة وتدريجية ، هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع بغض النظر عن مواقفنا وعواطفنا ومن نؤيد ومن نعارض.

أقول : لو أن هادي تحرك بالشكل المطلوب واغتنم الفرصة الأخيرة كما يجب ما ظهر بالأمس الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ذلك الخطاب وبتلك الروح المعنوية العالية والثقة الكبيرة واللغة التهديدية فالرئيس السابق يدرك أن موازين القوى لم تعد لصالح الرئيس هادي وأن الأخير باتت خياراته محدودة فصالح خبر هادي جيدا ويعرفه عن قرب منذ عقدين من الزمن فهو يدرك أن هادي بطيء الحركة ان لم يكن يتحرك في الوقت الضائع ولذا أطلق الرئيس السابق ونجله اليوم حملة " انقاذ وطن " للمطالبة بترشيح أحمد علي عبدالله صالح كرئيس لليمن وكله ثقة أن الساحة بدأت تتهيأ لهذه الحملة ولهذا التحرك على الأقل في الشمال أما عن فرص نجاحه بالرئاسة وإلى متى سيستمر التحالف الحوثي المؤتمري والصراع الحتمي القادم بينهما فهذا أمر آخر ويحتاج وقفة مطولة ليس هذا محلها لكننا كنا فقط بصدد مقارنة بين تحرك رئيس سابق بلا شرعية ويراهن على عوامل قوة داخلية ويتحرك بشكل سريع وفاعل ورئيس معه الشرعية ويفتقر للحركة والجدية ويراهن على قوى داخلية ضعيفة ومشتتة وعلى المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والخارجية فمن يكسب ؟ ومن يخسر ؟ يبدو أن الأيام القليلة القادمة ستقدم الجواب الكافي لهذا السؤال .